كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 12)

يحيى
هو يحيى بن زكريا، من سبط يَهُوذا بن يعقوب بن إسحاق، وهو ابن خالة عيسى. وكان معه مرافقاً على دينه وشرعه، وهو أوّل من آمن به وصدَّقه، قيل: إن بينهما في المولد ستة أشهر. وسمَّاه الله يحيى ولم يُسَمِّ به غيره قبله، كما قال عزَّ من قائل: {لَمْ نَجْعَلْ لَّهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً} . [مريم: 7] .
وكان من أكبر الأنبياء وأزهدهم.
قتله ملك من بني إسرائيل يومئذ، وذلك قبل أن يُرفع عيسى عليه السلام.
الخضر
هو بَلْيا بن مَلكان، وقيل: كليان بن مَلكان، من أولاد فارس في قول بعضهم، والخضر لقب له لأنه جلس على فروة بيضاء فصارت خضراء. وقيل: كان إذا صلى إخضرّ ما حوله، وهو صاحب موسى عليه السلام الذي جاء ذِكْره في سورة الكهف. ويرد في كثير من أخباره أن كنيته أبو العباس وهو حيّ ولم يمت يسيح في الأرض ويظهر لكثير من أولياء الله تعالى (¬1) .
بَلْيا: بفتح الباء الموحدة، وسكون اللام، وبالياء تحتها نقطتان.
ومَلْكَان: بفتح الميم، وسكون اللام.
وكَلْيان: بفتح الكاف، وسكون اللام، وبالياء تحتها نقطتان.
¬__________
(¬1) فيما ذكره المصنف نظر وقد أنكر الإمام البخاري أن يكون باقياً واستدل بالحديث: " إن على رأس مئة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها أحد "، وهذا الحديث أخرجه هو في " الصحيح "، انظر " الإصابة " رقم (1544) ، و " الزهر النظر في نبأ الخضر " للحافظ ابن حجر العسقلاني، و " المنار المنيف في الصحيح والضعيف " رقم (123 - 134) طبعة الأستاذ أبي غدة.
حواء
حَوَّاء: بفتح الحاء المهملة، وتشديد الواو، والمدّ، أمُّ البشر، زوج آدم عليه السلام.
قالوا: سمِّيت حواء لأنها خُلِقَت من حيّ، وذلك أنها خُلقت من ضِلْع من أضلاع آدم.
آسية
هي آسية بنت مُزَاحِم امرأة فرعون موسى - عليه السلام -.
كانت مؤمنة تُخفي إيمانها. أثنى الله تعالى عليها في كتابه بقوله: {إذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ونَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وعَمَلِهِ ونَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِين} . [التحريم: 11] .
مريم
مريم بنت عِمْرَان أمُّ المسيح عيسى عليه السلام.
حملت بعيسى ولها ثلاث عشرة سنة، وعاشت بعدما رُفِع ستاً وستِّين سنة.
وماتت ولها مائة واثنتا عشرة سنة، -[118]- وقيل: إنَّ النصارى يقولون: إنَّها عاشت بعد رفع المسيح ست سنين، وماتت ولها اثنتان وخمسون سنة، هذه التواريخ التي قد ذكرناها في سياق هذه الأسماء فيها اختلاف بين العلماء والأمم ما لا يكاد ينضبط، وإذا رجعنا إلى التحقيق فلا يكاد يقوم على صحتها بُرهان من نقل يُعتمد عليه، وحيث ذكرنا هذه الأسماء لم نَرَ أن نخليها من ذِكْر بعض ما قيل في تواريخها فذكرنا أقرب ما قيل فيها، وما هو أكثر تداولاً بين أهل السِّيَر والتَّواريخ والعهدة على القائلين، والله أعلم بالصواب في ذلك وسواه.

الصفحة 117