كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 1)

كلّه)) ، وقال في الإحسان: ((أنْ تخشى الله كأنَّكَ تراهُ)) (¬1) .
وخَرَّجهُ الإمامُ أحمد في " مسنده " (¬2) من حديث شهر بن حوشب، عن ابنِ عباس. ومن حديث شهر بن حوشب أيضاً، عن ابن عامرٍ، أو أبي عامرٍ، أو أبي مالكٍ (¬3) ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وفي حديثه قال: ونسمع رَجْعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ولا نرى الذي يكلِّمُهُ، ولا نسمعُ كلامه (¬4) ، وهذا يردُّه حديثُ عمرَ الذي خرَّجه مسلمٌ،

وهو أصحُّ (¬5) .
وقد رُوي الحديث (¬6) عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ (¬7) ، وجرير بن عبد الله البجليِّ، وغيرهما (¬8) .
وهو حديثٌ عظيمٌ جداً، يشتملُ على شرحِ الدِّين كُلِّه (¬9) ، ولهذا قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في آخره: ((هذا جبريل أتاكُم يعلِّمكم (¬10) دينَكُم)) بعد أنْ شرحَ درجةَ الإسلامِ، ودرجةَ الإيمانِ، ودرجة الإحسّانِ، فجعل ذلك كُلَّه ديناً.
واختلفتِ الرِّواية في تقديمِ الإسلامِ على الإيمان وعكسه، ففي حديث عمرَ الذي خرَّجه مسلمٌ أنّه (¬11) بدأ بالسُّؤال عن الإسلام، وفي الترمذي وغيره: أنَّه بدأ بالسؤال عن الإيمان، كما في حديث أبي هريرة، وجاء في بعض روايات حديثِ (¬12) عمرَ أنَّه سألَ عن الإحسّان بين الإسلام والإيمان.
¬_________
(¬1) في " صحيحه " 1/30 (10) (7) من حديث أبي هريرة، به.
(¬2) 1/319، وليس فيه: ((ونسمع رجع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا نرى الذي يكلمه ولا نسمع كلامه)) .
وأخرجه أيضاً: البزار كما في " كشف الأستار " (24) من حديث ابن عباس، به، من غير طريق شهر وليس فيه اللفظ الذي ذكره المصنف.
(¬3) في (ص) : ((عن ابن عامر أيضاً، أو ابن عامر وأبي مالك)) .
(¬4) أخرجه: أحمد 4/129 و164، وهذه اللفظة منكرة، وشهر بن حوشب ضعيف، وكما أنَّه أخطأ في المتن فكذا أخطأ في السند، وتفصيل بيان أخطائه في كتابنا " الجامع في العلل " يسر الله اتمامه.
(¬5) سبق تخريجه.
(¬6) في (ص) : ((حديث عمر)) .
(¬7) أخرجه: البخاري في " خلق أفعال العباد " (191) ، والبزار كما في " كشف الأستار "
(22) ، والمروزي في " تعظيم قدر الصلاة " (381) و (382) .
(¬8) أخرجه: الآجري في " الشريعة ": 189 - 190.
(¬9) قال القاضي عياض: اشتمل هذا الحديث على جميع وظائف العبادات الظاهرة والباطنة من عقود الإيمان ابتداءً وحالاً ومن أعمال الجوارح، ومن إخلاص السرائر والتحفظ من آفات الأعمال، حتى إنَّ علوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه.
وقال القرطبي: هذا الحديث يصلح أن يقال له أُم السنة؛ لما تضمنه من جُمل علم السنة.
انظر: شرح النووي لصحيح مسلم 1/146 - 147، وفتح الباري 1/166.
(¬10) زاد بعدها في (ص) : ((أمر)) .
(¬11) سقطت في (ص) .
(¬12) لم ترد في (ص) .

الصفحة 100