كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 3)

كما في حديث ابن عمر، وقد جُمعُ بينهما في حديثِ كعبِ بن عُجرة.
وخرَّج الترمذي (¬1) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: ((أيما مُؤْمِنٍ أطعمَ مؤمناً على جُوعٍ، أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيما مؤمن سقى مؤمناً على ظمأ، سقاه الله يومَ القيامة من الرَّحيق المختوم (¬2) ، وأيما مؤمنٍ كسا مؤمناً على عُري، كساه الله من خضر الجنة)) . وخرَّجه الإمام أحمد (¬3) بالشكّ في رفعه، وقيل: إنَّ الصحيح وقفه (¬4) .
وروى ابن أبي الدنيا (¬5) بإسناده عن ابن مسعود قال: ((يُحشر الناسُ يوم القيامة أعرى ما كانوا قطُّ، وأجوعَ ما كانوا قطُّ، وأظمأَ ما كانوا قطُّ، وأنصبَ ما كانوا قط، فمن كسا للهِ - عز وجل -، كساه الله، ومن أطعم لله - عز وجل -، أطعمه الله، ومن سقى لله - عز وجل -، سقاه الله، ومن عفى لله - عز وجل -، أعفاه الله)) .
وخرَّج البيهقي (¬6) من حديث أنس مرفوعاً: ((أنَّ رجلاً من أهل الجنَّةِ يُشرف يومَ القيامة على أهلِ النَّارِ، فيُناديه رجلٌ من أهلِ النّار، يا فلان، هل تعرفني؟ فيقول: لا والله ما أعرِفُك، من أنت؟ فيقول: أنا الذي مررتَ بي في دار الدُّنيا، فاستسقيتني شَربةً من ماءٍ، فسقيتُك، قال: قد عرفتُ، قال: فاشفع لي بها عند ربِّك، قال: فيسأل الله - عز وجل -، ويقول: شفِّعني فيه، فيأمر به، فيُخرجه من النار)) .
وقوله: ((كُربة من كُرَبِ يوم القيامة)) ، ولم يقل: ((من كُرب الدُّنيا والآخرة)) كما قيل في التَّيسير والسَّتر، وقد قيل في مناسبة ذلك: إنَّ الكُرَبَ هي الشَّدائدُ العظيمة، وليس كلّ أحد يحصُلُ له ذلك في الدُّنيا، بخلاف الإعسار والعورات المحتاجة إلى الستر، فإنَّ
¬_________
(¬1) في " جامعه " (2449) .
وأخرجه: أبو داود (1682) ، وأبو يعلى (1111) .
(¬2) الرحيق: من أسماء الخمر، يريد خمر الجنة، والمختوم: المصون الذي يبتذل لأجل ختامه. النهاية 2/208.
(¬3) في " مسنده " 3/13.
(¬4) قال الترمذي عقب الحديث (2449) : ((هذا حديث غريب وقد روي عن عطية، عن أبي سعيد موقوفاً وهو أصح عندنا وأشبه)) .
وقال أبو حاتم كما في " العلل " لابنه (2007) : ((الصحيح موقوف الحفاظ لا يرفعونه)) .
(¬5) في " اصطناع المعروف " (83) ، ورواه أيضاً في " قضاء الحوائج " (30) .
(¬6) في "شعب الإيمان" (7687) ، وطبعة الرشد (7283) بنحو هذا اللفظ، أما بهذا اللفظ؛ فأخرجه: أبو يعلى في " مسنده " (3490) ، وذكره المنذري في " الترغيب والترهيب "
(1401) ، وهو حديث ضعيف.

الصفحة 1005