كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 3)

أحداً لا يكادُ يخلو في الدُّنيا من ذلك، ولو بتعسُّر بعض الحاجات المهمَّة. وقيل: لأنَّ كُرَبَ الدُّنيا بالنِّسبة إلى كُرَب الآخرة كلا شيءٍ، فادَّخر الله جزاءَ تنفيسِ الكُرَبِ عندَه، لينفِّسَ به كُرَب الآخرة، ويدلُّ على ذلك قولُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((يجمع الله الأوَّلين والآخرين في صعيدٍ واحدٍ، فيسمَعُهُم الدَّاعي، وينفُذُهُم البصر، وتدنو الشَّمسُ منهم، فيبلُغُ النَّاسُ من الغمِّ والكرب ما لا يُطيقون ولا يحتملون، فيقول الناسُ بعضُهم لبعض: ألا ترونَ ما قد بلغكُم؟ ألا تنظرون من يشفعُ لكم إلى ربِّكم؟)) ، وذكر حديثَ الشفاعة، خرّجاه (¬1) بمعناه من حديث أبي هريرة.
وخرَّجا (¬2) من حديث عائشة عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((تُحشرون حُفاةً عُراةً غُرْلاً)) ، قالت: فقلتُ: يا رسول الله، الرِّجال والنِّساءُ ينظرُ بعضُهم إلى بعضٍ؟ قال: ((الأمرُ أشدُّ من أن يُهِمَّهم ذلك)) .
وخرَّجا (¬3) من حديث ابن عمر عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬4) ، قال: ((يقومُ أحدُهم في الرَّشح إلى أنصاف أذنيه)) .
¬_________
(¬1) البخاري في " صحيحه " 4/163 (3340) و172 (3361) و6/105 (4712) ، ومسلم في " صحيحه " 1/127 (194) (327) .
(¬2) البخاري في " صحيحه " 8/136 (6527) ، ومسلم في " صحيحه " 8/156 (2859) (56) .
(¬3) البخاري في " صحيحه " 6/207 (4938) و8/138 (6531) ، ومسلم في " صحيحه " 8/157 (2862) (60) .
(¬4) المطففين: 6.

الصفحة 1006