كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 3)

وأما الضربُ الثاني، فقيل: إنَّه كذلك، وقيل: بل الأولى له أنْ يأتيَ الإمامَ، ويقرَّ على نفسه بما يُوجِبُ الحدَّ حتى يطهِّرَه.
قوله: ((والله في عونِ العبد ما كان العبدُ في عون أخيه)) وفي حديث ابن عمر: ((ومن كان في حاجةِ أخيه، كان الله في حاجته)) . وقد سبق في
شرح الحديث الخامس والعشرين والسادس والعشرين فضلُ قضاءِ الحوائجِ والسَّعي فيها. وخرَّج الطبراني (¬1) من حديث عمر مرفوعاً: ((أفضلُ الأعمال إدخالُ السُّرور على المؤمن: كسوت عورته، أو أشبعت جَوْعَتُه، أو قضيت له
حاجة)) .
وبعث الحسنُ البصريُّ قوماً من أصحابه في قضاء حاجة لرجل وقال لهم: مرُّوا بثابت البناني، فخذوه معكم، فأتوا ثابتاً، فقال: أنا معتكف، فرجعوا إلى الحسن فأخبروه، فقال: قولوا له: يا أعمش أما تعلم أنَّ مشيك في حاجةِ أخيك المسلم خير لك مِنْ حجة بعد حَجَّةٍ؟ فرجعوا إلى ثابتٍ، فترك اعتكافه، وذهب

معهم (¬2) .
وخرَّج الإمام أحمد (¬3) من حديث ابنةٍ لخبَّاب بن الأرت (¬4) ، قالت: خرج خبَّاب في سريَّةٍ، فكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يتعاهدُنا حتى يحلُب عنْزةً لنا في جَفْنَةٍ لنا، فتمتلئ حتّى تفيضَ، فلمَّا قدم خبَّابٌ حلبَها، فعادَ حِلابها إلى ما كان.
وكان أبو بكر الصدِّيق - رضي الله عنه - يحلبُ للحيِّ أغنامهم، فلمَّا استخلف، قالت جاريةٌ منهم: الآن لا يحلُبُها، فقال أبو بكر: بلى وإني لأرجو أن لا يغيِّرني ما
¬_________
(¬1) في " الأوسط " (5081) ، وإسناده ضعيف، انظر: مجمع الزوائد 3/133.
(¬2) انظر: فيض القدير للمناوي (8961) .
(¬3) في " مسنده " 5/111 و6/372، وإسناده ضعيف.
(¬4) هي زينب بنت خباب بن الأرت التميمية. الإصابة (11223) .

الصفحة 1014