كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 1)

جماعةِ المسلمينَ، فإنّ دعوتَهُم تُحيطُ مِنْ ورائهم)) ، فأخبرَ أنَّ هذه الثلاثَ الخصالَ تنفي الغِلَّ عَنْ قلبِ المسلم.
وفي " الصَّحيحين " (¬1)
عن أبي موسى، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه سُئِلَ: أيُّ المسلمين أفضلُ؟ فقال: ((مَنْ سلمَ المسلمونَ مِنْ لسانِهِ ويده)) .
وفي " صحيح مسلم " (¬2) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((المسلم أخو المسلم، فلا يظلمُهُ، ولا يخذُلُهُ، ولا يحقرُه (¬3) . بحسب امرىءٍ مِنَ الشَّرِّ
أنْ يحْقِرَ أخاهُ المُسلمَ، كلُّ المسلمِ على المُسلمِ حرامٌ: دمُه، ومالهُ،
وعِرضهُ)) .
وأمّا ما وردَ في دُخوله في اسم الإيمانِ، فمثل قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ
حَقّاً} (¬4) ، وقوله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} (¬5) . وقوله: {وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (¬6) ، وقوله: {وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (¬7) ، وقوله: {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (¬8) .
وفي " صحيح مسلم " (¬9) عن العباس بن عبد المطَّلب، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:
((ذاقَ طعم الإيمان مَنْ رضيَ بالله ربَّاً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمدٍ رسولاً)) .
¬_________
(¬1) صحيح البخاري 1/10 (11) ، وصحيح مسلم 1/48 (42) (66) .

وأخرجه: الترمذي (2504) و (2628) ، والنسائي 8/106-107 وفي " الكبرى "، له (11730) من حديث أبي موسى، به.
(¬2) صحيح مسلم 8/10-11 (2564) (32) و (33) .
وأخرجه: أحمد 2/277 و311 و360، وعبد بن حميد (1442) ، وأبو داود (4882) ، وابن ماجه (3933) و (4213) ، والترمذي (1927) من حديث أبي هريرة به.
(¬3) زاد بعدها في (ص) : ((ولا يحسده)) .
(¬4) الأنفال: 2-4.
(¬5) الحديد: 16.
(¬6) إبراهيم: 11، والمجادلة: 10، والتغابن: 13.
(¬7) المائدة: 23.
(¬8) آل عمران: 175.
(¬9) صحيح مسلم 1/46 (34) (56) .
وأخرجه: أحمد 1/208، والترمذي (2623) ، وأبو يعلى (6692) ، وابن حبان
(1694) ، وابن منده في " الإيمان " (114) و (115) ، وأبو نعيم في " الحلية " 9/156، والبيهقي في " شُعب الإيمان " (198) و (199) ، والبغوي (24) عن العباس بن
عبد المطلب به.

الصفحة 119