كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 1)
وخرَّج الطبراني (¬1) من حديث أبي أُمامةَ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((ثلاثةٌ في ظلِّ الله يومَ القيامةِ يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه: رجلٌ حيثُ توجه عَلِمَ أنَّ الله معه ... )) ، وذكر الحديث.
وقد دلّ القرآنُ على هذا المعنى في مواضِعَ متعدِّدةٍ، كقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (¬2) ، وقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (¬3) ، وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} (¬4) ، وقوله: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا
تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيه} (¬5) ، وقوله: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (¬6) ، وقوله: {وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ
مَعَهُمْ} (¬7) .
وقد وردت الأحاديثُ الصَّحيحةُ بالنَّدب إلى استحضار هذا القُربِ في
حال العباداتِ، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ أحدَكم إذا قامَ يُصلِّي، فإنَّما يُناجِي
ربَّه، أو ربَّه بينه وبينَ القبلةِ)) (¬8) ،
¬_________
(¬1) في " الكبير " (7935) ، وإسناده ضعيف جداً، فيه بشير بن نمير متروك. انظر: مجمع الزوائد 10/279.
(¬2) البقرة: 186.
(¬3) الحديد: 4.
(¬4) المجادلة: 7.
(¬5) يونس: 61.
(¬6) ق: 16.
(¬7) النساء: 108.
(¬8) أخرجه: الحميدي (1219) ، وأحمد 3/176 و273 و278 و291، والبخاري 1/112 (413) و1/140 (531) و2/82 (1214) ، ومسلم 2/76 (551) (54) ، وأبو عوانة 1/338، وابن حبان (2267) ، والبيهقي 1/255 و2/292، والبغوي (491) من حديث أنس بن مالك، به.
الصفحة 133