كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 1)

((إنّ من أشراط الساعة أن يُرفَعَ العلمُ، ويظهر الجهلُ)) (¬1) وأخبر: ((أنَّه يقبضُ العلمُ بقبض
العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)) (¬2) . وقال الشَّعبي: لا تقومُ السَّاعة حتى يصيرَ العلمُ جهلاً، والجهلُ علماً.
وهذا كله من انقلاب الحقائق في آخر (¬3) الزمان وانعكاس الأمور.
وفي " صحيح الحاكم " (¬4) عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: ((إن من أشراط الساعة أن يُوضع الأخيارُ، ويُرفع الأشرارُ)) .
وفي قوله: ((يتطاولون في البنيان)) دليلٌ على ذمِّ التباهي والتفاخر، خصوصاً بالتطاول في البنيان، ولم يكن إطالة (¬5) البناء معروفاً (¬6) في زمن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، بل كان بنيانهم قصيراً بقدر الحاجة (¬7) ، وروى أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقومُ الساعةُ، حتَّى يتطاول الناسُ في البنيان)) . خرَّجه البخاري (¬8) .
وخرَّج أبو داود (¬9) من حديث أنسٍ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج فرأى (¬10) قُبَّةً مشرفة، فقال: ((ما هذه؟)) قالوا: هذه لفلان، رجل من الأنصار، فجاء صاحِبُها،
¬_________
(¬1) أخرجه: معمر في " جامعه " (20801) ، والطيالسي (1984) ، وأحمد 3/98 و151 و176 و202 و213 و273 و289، وعبد بن حميد (1192) ، والبخاري 1/30 (80) و (81) و8/203 (6808) وفي " خلق أفعال العباد "، له (43) ، ومسلم 8/58
(2671) (8) و (9) ، وابن ماجه (4045) والترمذي (2205) ، والنسائي في
" الكبرى " (5905) و (5906) من حديث أنس بن مالك، به.
(¬2) أخرجه: أحمد 2/162 و190 و203، والدارمي (245) ، والبخاري 1/36 (100) و9/123 (7307) وفي " خلق أفعال العباد "، له (47) ، ومسلم 8/60 (2673)
(13) ، وابن ماجه (52) ، والترمذي (2652) ، والنسائي في " الكبرى " (5907) و (5908) ، وابن حبان (4571) و (6719) و (6723) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، به.
(¬3) في (ص) : ((ذلك)) .
(¬4) أي: المستدرك 4/554، وصححه.
(¬5) سقطت من (ص) .
(¬6) في (ص) : ((مرفوعاً)) .
(¬7) انظر: فتح الباري 13/110.
(¬8) في " صحيحه " 9/74 (7121) وفي " الأدب المفرد "، له (449) .
(¬9) في " سننه " (5237) .
وأخرجه: أبو يعلى (4347) والبيهقي في " شُعب الإيمان " (10705) من حديث أنس ابن مالك، به. وإسناده لا بأس به.
(¬10) في (ص) : ((أنَّه رأى)) .

الصفحة 144