كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 1)

وما ذمه القرآنُ، كان فيه سخطه (¬1) ، وجاء في رواية عنها، قالت: كان خُلُقُه القُرآن يَرضى لِرضاه ويَسخَطُ لسخطه (¬2) .
وكان - صلى الله عليه وسلم - لِشدَّةِ حيائه لا يُواجِهُ أحداً بما يكره، بل تعرف الكراهة في وجهه، كما في " الصحيح " (¬3)
عن أبي سعيد الخدري قال: كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ حياءً من العذراءِ في خِدْرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه، عرفناه في وجهه، ولما بلَّغَه ابنُ مسعودٍ قَولَ القائل: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، شقَّ عليه - صلى الله عليه وسلم -، وتَغيَّر وجهه، وغَضِبَ، ولم يَزِدْ على أنْ قال: ((قد أوذِيَ موسى بأكثر من هذا فصبر)) (¬4) .
¬_________
(¬1) انظر: شرح النووي لصحيح مسلم 3/226.
(¬2) أخرجه: أبو عبيد في " فضائل القرآن ": 51 من حديث عائشة، به.
(¬3) صحيح البخاري 4/230 (3562) و8/31 (6102) ، وصحيح مسلم 7/77

(2320) (67) .
(¬4) أخرجه: البخاري 4/115 (3150) و5/202 (4336) ، ومسلم 3/109 (1062) (140) و (141) من حديث عبد الله بن مسعود، به.

الصفحة 413