كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

ويدخل في هذا المعنى حديث أبي هريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه سُئِلَ: ما أَكْثَرُ (¬1) ما يُدخِلُ الناسَ الجنة؟ قالَ: ((تقوى الله وحسنُ الخُلُقِ)) خرَّجه الإمام أحمد وابن
ماجه والترمذي وصححه، وابن حبان في " صحيحه " (¬2) .
فهذه الوصية وصيةٌ عظيمةٌ جامعة لحقوق الله وحقوق عباده، فإنَّ حقَّ الله على عباده أنْ يتقوه حقَّ تقاته، والتقوى وصيةُ الله للأوّلين والآخرين. قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ} (¬3) .
وأصلُ التّقوى (¬4) : أنْ يجعل العبدُ بينَه وبينَ ما يخافُه ويحذره وقايةً تقيه منه، فتقوى العبد لربه أنْ يجعل بينه وبينَ ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقايةً تقيه من ذلك وهو فعلُ طاعته واجتنابُ معاصيه.
¬_________
(¬1) ((ما أكثر)) سقطت من (ص) .
(¬2) أخرجه: أحمد 2/291 و392 و442، وابن ماجه (4246) ، والترمذي (2004) .
(¬3) النساء: 131.
(¬4) من قوله: ((وصية الله للأولين ... )) إلى هنا لم يرد في (ص) .

الصفحة 468