كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

وتارة تُضافُ التقوى إلى اسم اللهِ - عز وجل - (¬1) ، كقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (¬2) ، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (¬3) ، فإذا أضيفت التقوى إليه - سبحانه وتعالى -، فالمعنى: اتقوا سخطه وغضبه، وهو أعظم ما يتقى، وعن ذلك ينشأ عقابه الدنيوي والأخروي، قال تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} (¬4) ، وقال تعالى: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (¬5) ، فهو سبحانه أهل أنْ يُخشى ويُهاب ويُجلَّ ويُعَظَّمَ في صدورِ عباده حتَّى يعبدوه ويُطيعوه، لما يستحقُّه من الإجلالِ والإكرامِ، وصفاتِ الكبرياءِ والعظمة وقوَّةِ البطش، وشِدَّةِ البأس. وفي الترمذي (¬6) عن أنس، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} قال: ((قال الله تعالى: أنا أهل أنْ أُتَّقى، فمن اتَّقاني فلم يَجْعَل معي إلهاً آخر، فأنا أهْلٌ أنْ أغفِرَ له)) .
وتارةً تُضافُ التقوى إلى عقاب الله وإلى مكانه، كالنار، أو إلى زمانه، كيوم القيامة، كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (¬7) ، وقال تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (¬8) ، وقال تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} (¬9) ، وقال تعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (¬10) ، {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئا} (¬11) .
¬_________
(¬1) من قوله: ((من ذلك وهو فعل ... )) إلى هنا لم يرد في (ص) .
(¬2) المائدة: 96.
(¬3) الحشر: 18.
(¬4) آل عمران: 28.
(¬5) المدثر: 56.
(¬6) في " الجامع الكبير " (3328) ، وقال: ((هذا حديث غريب، وسهيل ليس بالقوي في الحديث وقد تفرد سهيل بهذا الحديث عن ثابت)) .
وأخرجه: أحمد 3/142 و143، والدارمي (2727) ، وابن ماجه (4299) ، والنسائي في " الكبرى " (11630) وفي " التفسير "، له (650) ، وأبو يعلى (3317) ، والحاكم 2/508، والبغوي في " تفسيره " 4/420.
(¬7) آل عمران: 131.
(¬8) البقرة: 24.
(¬9) البقرة: 281.
(¬10) هذه الآية لم ترد في (ج) ، وهي في سورة المجادلة: 9.
(¬11) البقرة: 48 و123.

الصفحة 469