كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

والتُّقى والعِفَّةَ والغِنَى)) (¬1) .
وقال أبو ذرٍّ: قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ
لَهُ مَخْرَجاً} (¬2) ، ثم قال: ((يا أبا ذرٍّ لو أنَّ النَّاسَ كُلَّهم (¬3) أخذوا بها
لَكَفَتهم)) (¬4) .
فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((اتَّق الله حيثما كُنت)) مراده في السرِّ والعلانية حيث يراه الناسُ وحيث لا يرونه، وقد ذكرنا من حديث أبي ذرٍّ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((أُوصيك بتقوى الله في سرِّ أمرك وعلانيته (¬5)) ) (¬6) ، وكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه: ((أسألك خشيتَك في الغَيبِ والشَّهادة)) (¬7) وخشية الله في الغيب والشهادة هي من
المنجيات.
¬_________
(¬1) أخرجه: الطيالسي (1270) ، وابن أبي شيبة (29192) ، وأحمد 1/343 و389، و411 و416 و434 و437، والبخاري في " الأدب المفرد " (674) ، ومسلم 8/80
(2721) (72) ، والترمذي (3489) ، وابن ماجه (3832) ، وابن حبان (900) ، والطبراني في " الكبير " (10096) ، والبغوي (1373) من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به.
(¬2) الطلاق: 2.
(¬3) سقطت من (ص) .
(¬4) أخرجه: أحمد 5/178-179، وابن ماجه (4220) ، والنسائي في " الكبرى "
(11539) ، وابن حبان (6669) ، والطبراني في " الأوسط " (2495) ،

والحاكم 2/492 من طرق عن كهمس بن الحسن، عن أبي السليل ضريب بن نقير،
عن أبي ذر مختصراً، وإسناده ضعيف؛ لانقطاعه فإنَّ أبا السليل ضريب بن نقير لم يدرك
أبا ذر.
(¬5) عبارة: ((في سر أمرك وعلانيته)) سقطت من (ص) .
(¬6) سبق تخريجه.
(¬7) جزء من حديث طويل.
أخرجه: ابن أبي شيبة (39348) ، وأحمد 4/264، والنسائي 3/54-55، وفي
" الكبرى "، له (1229) و (1230) من طرق عن عمار بن ياسر، به، وهو حديث صحيح.

الصفحة 477