كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

وفي " الصحيحين " (¬1) عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أَذْنَبَ عبدٌ ذنباً، فقال: رَبِّ إنِّي عملتُ ذنباً فاغْفِر لي فقال الله: عَلِمَ عبدي أنَّ له رباً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، قد غفرتُ لعبدي، ثم أذنب ذنباً آخر - إلى أنْ قال في الرابعة: - فليعمل ما شاء)) يعني: ما دام على هذه الحال كلما أذنب ذنباً استغفر منه. وفي الترمذي (¬2) من حديث أبي بكر الصِّديق - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما أصرَّ من استَغْفَر ولو عادَ في اليومَ سَبْعِينَ مرَّة)) .
وخرَّج الحاكم (¬3) من حديث عُقبة بنِ عامر: أنَّ رجلاً أتى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال:
يا رسولَ الله أحدُنا يُذنب، قال: ((يُكتب عليه)) ، قال: ثم يستغفرُ منه، قال
: ((يغفر له، ويُتاب عليه)) ، قال: فيعود فيذنب، قال: ((يكتب عليه)) ، قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال: ((يغفر له، ويتاب عليه، ولا يَمَلُّ الله حتَّى
تملُّوا)) .
وخرَّج الطبراني (¬4) بإسنادٍ ضعيفٍ عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاء حبيبُ بنُ الحارث إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إنِّي رجل مِقْرافٌ للذنوب، قال: ((فتب إلى اللهِ - عز وجل -)) ، قال: أتوبُ، ثم أعودُ، قال: ((فكلما أذنبتَ،
¬_________
(¬1) صحيح البخاري 9/178 (7507) ، وصحيح مسلم 8/98 (2758) (29) عن أبي هريرة، به.
(¬2) في " الجامع الكبير " (3559) ، وقال: ((وهذا حديث غريب، إنَّما نعرفه من حديث أبي نصيرة، وليس إسناده بالقوي)) .
وأخرجه: أبو داود (1514) ، وأبو يعلى (137) و (138) و (139) .
(¬3) في " المستدرك " 1/58-59، وقال: ((صحيح)) ، ولم يتعقبه الذهبي.
(¬4) في " الأوسط " (4854) و (5257) .

الصفحة 484