كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

فتُبْ)) ، قال: يا رسول الله إذاً تكثرُ ذنوبي، قال: ((فعفو الله أكثرُ من ذنوبك
يا حبيب بن الحارث)) . وخرَّجه بمعناه من حديث أنس مرفوعاً (¬1) بإسناد ضعيفٍ. وبإسناده عن عبد الله بن عمرو، قال: من ذكر خطيئةً عَمِلَها، فوَجِلَ قلبُه منها، واستغفر الله، لم يحبسها شيءٌ حتى يمحاها.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن عليٍّ قال: خيارُكم كُلُّ مُفَتَّنٍ توَّاب، قيل: فإنْ عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإنْ عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإنْ عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب (¬2) ، قيل: حتى متى؟ قال: حتى يكون الشيطان هو المحسور.
وخرَّج ابن ماجه من حديث ابن مسعود مرفوعاً: ((التائبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنبَ لَهُ)) (¬3) .
وقيل للحسن (¬4) : ألا يستحيي أحدُنا من ربه يستغفِرُ من ذنوبه، ثم يعود، ثم يستغفر، ثم يعود، فقال: ودَّ الشيطانُ لو ظَفِرَ منكم بهذه، فلا تملُّوا من الاستغفار. وروي عنه أنَّه قال: ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين (¬5) ،
¬_________
(¬1) سقطت من (ص) .
(¬2) عبارة: ((قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب)) لم ترد في (ص) .
(¬3) أخرجه: ابن ماجه (4250) .
وأخرجه: الطبراني في " الكبير " (10281) وأبو نعيم في " الحلية " 4/210، والقضاعي في " مسند الشهاب " (108) من حديث أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود ولم يسمع منه.
(¬4) لم ترد في (ص) .
(¬5) أخرجه: أحمد في " الزهد " (1609) .

الصفحة 485