كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

ولكنَّ الله جعل للعبد مخرجاً مما وقع فيه من الذنوب (¬1) بالتوبة والاستغفار، فإنْ فعل، فقد تخلص من شرِّ الذنب، وإنْ أصرَّ على الذنب، هلك.
وفي " المسند " من حديث عبد الله بن عمرو، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
((ارحَمُوا تُرْحَموا، واغْفِروا يُغْفَرْ لكُم، وَيلٌ لأقْماعِ القولِ، وَيلٌ للمُصِرِّين الذين يُصرون على ما فعلوا وهُمْ يَعْلَمون)) (¬2) وفسر أقماعُ القول بمن كانت أذناه كالقمع لما يسمع من الحكمة والموعظة الحسنة، فإذا دخل شيء من ذلك في أذنه (¬3) خرج من الأخرى، ولم ينتفع بشيء مما سمع.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنة)) قد يُراد بالحسنة التوبة من تلك السيئة، وقد ورد ذلك صريحاً في حديث مرسَلٍ (¬4) خرَّجه ابنُ أبي الدنيا من مراسيل محمد بن جُبيرٍ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذاً إلى اليمن قال: ((يا معاذ اتَّقِ الله ما استطعتَ، واعمل بقوَّتِكَ لله - عز وجل - ما أطقت، واذكرِ الله - عز وجل - عند كلِّ شجرةٍ وحجر، وإن أحدثت ذنباً، فأحدث عنده توبة، إنْ سرَّاً فسر، وإنْ علانيةً فعلانية)) (¬5) . وخرَّجه أبو نعيم (¬6)
بمعناه من وجهٍ آخرَ ضعيف عن معاذ.
¬_________
(¬1) زاد بعدها في (ج) : ((ومحاه)) .
(¬2) أخرجه: أحمد 2/165 و219، وعبد بن حميد (320) ، والبخاري في " الأدب المفرد "
(380) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (7236) و (11052) عن حبان بن زيد، عن عبد الله بن عمرو، به، وإسناده لا بأس به.
(¬3) عبارة: ((في أذنه)) سقطت من (ص) .
(¬4) المرسل أحد أنواع الضعيف.
(¬5) أخرجه: الطبراني كما في "مجمع الزوائد" 10/74، وقال عنه الهيثمي: ((إسناده حسن)) .
(¬6) في " الحلية " 1/240-241، وضعفه بسبب إسماعيل بن رافع. قال أبو حاتم
: ((منكر الحديث)) ، وقال أحمد بن حنبل: ((ضعيف)) . الجرح والتعديل 2/110

(566) .

الصفحة 487