كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)
وخرَّجه البزار في " مسنده " مرفوعاً، والموقوف أصحُّ (¬1) .
وقد وصف الله المحسنينَ باجتناب الكبائر قال تعالى: {وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ
الْمَغْفِرَةِ} (¬2) .
وفي تفسير اللمم قولان للسَّلف:
أحدهما: أنَّه مقدمات الفواحش كاللمس والقبلة (¬3) ، وعن ابن عباس: هو ما دُونَ الحدِّ من وعيد الآخرة بالنار وحدِّ الدُّنيا (¬4) .
والثاني: أنَّه الإلمامُ بشيء من الفواحش والكبائر مرَّةً واحدةً، ثم يتوبُ منه (¬5) ، وروي عن ابن عباس وأبي هريرة، وروي عنه مرفوعاً بالشَّكِّ في رفعه، قال: اللمة من الزنى ثم يتوب فلا يعود، واللمة من شرب الخمر، ثم يتوب فلا يعود، واللمة من السرقة، ثم يتوب فلا يعود (¬6) .
¬_________
(¬1) الرواية الموقوفة أخرجها: البزار كما في " كشف الأستار " (2200) ، والطبري في
" تفسيره " (7314) ، وطبعة التركي 6/659، ولم أقف على الرواية المرفوعة لفظاً.
(¬2) النجم: 31-32.
(¬3) أخرجه: أحمد 2/276، والبخاري 8/67 (6243) و8/156 (6612) ، ومسلم 8/51 (2657) (20) ، وأبو داود (2152) ، وابن حبان (4420) ، والبيهقي 7/89 و10/186، والبغوي (75) من طرق عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة، فزنى العينين النظر، وزنى اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك ويكذبه)) . اللفظ للبخاري، قال النووي في " شرح صحيح مسلم " 8/51
(2657) : (( ... إن اجتناب الكبائر يسقط الصغائر وهي اللمم وفسره ابن عباس بما في هذا الحديث من النظر واللمس ونحوهما وهو كما قال: هذا هو الصحيح في تفسير اللمم)) .
(¬4) أخرجه: الطبري في " تفسيره " (25218) .
(¬5) أخرجه: الطبري في " تفسيره " (25208) و (25211) و (25213) ، والحاكم 2/469.
(¬6) أخرجه: الطبري في " تفسيره " (25209) .