كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

وخرَّج الإمام أحمد (¬1) من حديث أبي موسى، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((مَنْ حَفِظ ما بينَ فَقْمَيهِ وفرجه، دخل الجنة)) .
وأمر الله - عز وجل - بحفظ الفروج، ومدحَ الحافظين لها، فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} (¬2) ، وقال: {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (¬3) ، وقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} إلى قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (¬4) .
وقال أبو إدريس الخولاني: أوَّلُ ما وصى الله به آدم عند إهباطه إلى الأرض: حفظُ فرجه، وقال: لا تضعه إلا في حلال.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((يحفظك)) يعني: أنَّ من حفظَ حدود الله، وراعى حقوقَه، حفظه الله، فإنَّ الجزاء من جنس العمل، كما قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ
بِعَهْدِكُمْ} (¬5) ، وقال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (¬6) ، وقال: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ} (¬7) .
¬_________
(¬1) في " مسنده " 4/398.
وأخرجه: البخاري في " التاريخ الكبير " 7/54، وعبد الله بن أحمد في " زوائده على الزهد ": 264، وأبو يعلى (7275) ، والحاكم 4/358، وتمام في فوائده كما في "الروض البسام" (1116) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " (545) ، والبيهقي في " شعب الإيمان "
(5755) ، وهو حديث قويٌّ بشواهده.
(¬2) النور: 30.
(¬3) الأحزاب: 35.
(¬4) المؤمنون: 1-6.
(¬5) البقرة: 40.
(¬6) البقرة: 152.
(¬7) محمد: 7.

الصفحة 552