كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

القرآن كُلَّ ليلةٍ؟ (¬1)
وختم آدمُ بن أبي إياس القرآن وهو مسجَّى للموت، ثم قال: بحُبِّي لك، إلا رفقتَ بي في هذا المصرع؟ كنت أؤمِّلُك لهذا اليوم، كنتُ أرجوكَ لا إله إلاَّ الله، ثم قضى (¬2) .
ولما احتُضِرَ زكريا بنُ عديٍّ، رفع يديه، وقال: اللهمَّ إنِّي إليك لمشتاقٌ (¬3) .
وقال عبدُ الصمد الزاهد عند موته: سيدي لهذه الساعة خبَّأتك، ولهذا اليوم اقتنيتُك، حقِّق حُسْنَ ظنِّي بك (¬4) .
وقال قتادة في قول الله - عز وجل -: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} (¬5) قال: من الكرب عندَ الموت (¬6) .
وقال عليُّ بن أبي طلحَة، عن ابن عباس في هذه الآية: يُنجيه من كُلِّ كَربٍ في الدنيا والآخرة (¬7) .
وقال زيدُ بن أسلم في قوله - عز وجل -: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا} (¬8) الآية. قال: يُبشر بذلك عند موته، وفي قبره، ويوم يُبعث، فإنَّه لفي الجنة، وما ذهبت فرحة البِشارة من قلبه.
¬_________
(¬1) أخرجه: ابن الجوزي في "صفة الصفوة" 3/81، وذكره الخطيب في " تاريخه " 16/554، والذهبي في " سير أعلام النبلاء " 8/503.
(¬2) أخرجه: ابن الجوزي في " صفة الصفوة " 4/217، والخطيب في " تاريخه " 7/489، والمزي في " تهذيب الكمال " 1/160، وذكره الذهبي في " سير أعلام النبلاء " 10/337.
(¬3) أورده الذهبي في " سير أعلام النبلاء " 10/443.
(¬4) هو عبد الصمد بن عمر بن إسحاق، كان من أهل الزهد والصلاح، نقل كلامه هذا ابن عقيل، عن بعض من حضر وفاته. انظر: صفة الصفوة 2/291.
(¬5) الطلاق: 2.
(¬6) أخرجه: الطبري في " تفسيره " (26573) .
(¬7) أخرجه: الطبري في " تفسيره " (26565) .
(¬8) فصلت: 30.

الصفحة 566