كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

وهذا من أحسن الكنايات وأبلغِها.
وقد دلَّ الكتابُ والسننُ الصحيحة الكثيرة على مثل هذا المعنى، قال الله تعالى:
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ

ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} (¬1) .
وفي " صحيح مسلم " (¬2) عن عبد الله بن عمرو، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((إنَّ الله كتبَ مقاديرَ الخلائق قبل أنْ يخلُقَ السَّماوات والأرض بخمسين ألفَ سنة)) .
وفيه (¬3) أيضاً عن جابر: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، فيمَ العمل اليوم؟ أفيما جفَّت به الأقلامُ، وجرت به المقادير، أم فيما يستقبل؟ قال: ((لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير)) ، قال: ففيم العملُ؟ قال: ((اعملوا فكلٌّ ميسَّر لما خلق له)) .
وخرَّج الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي من حديث عبادة بن الصامت، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ أوَّل ما خلق الله القلم، ثم قال: اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة)) (¬4) .
¬_________
(¬1) الحديد: 22.
(¬2) الصحيح 8/50 (2653) .
وأخرجه: أحمد 2/169، وعبد بن حميد (343) ، والترمذي (2156) ، وابن حبان
(6138) ، وأبو نعيم في " تاريخ أصبهان " 1/327، والبيهقي في " الأسماء والصفات " 374-375.
(¬3) صحيح مسلم 8/47 (2648) .
وأخرجه: الطيالسي (1737) ، وابن الجعد في " مسنده " (2721) و (2722) ، وابن حبان (337) و (3924) ، والآجري في " الشريعة ": 174، والبغوي (74) .
(¬4) أخرجه: أحمد 5/317، وأبو داود (4700) ، والترمذي (2155) و (3319) .
وأخرجه: الطيالسي (577) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (104) و (107) ، والشاشي (1192) ، والآجري في " الشريعة ": 211، والطبراني في " مسند الشاميين "
(1608) و (1949) ، واللالكائي في " أصول الاعتقاد " (357) و (1097) .

الصفحة 574