كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (¬1) . قال علقمة: هي المصيبة تصيبُ الرَّجلَ، فيعلم أنَّها من عند الله، فيسلِّمُ لها ويرضى.
وخرَّج الترمذي من حديث أنس، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)) (¬2) ، وكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه: ((أسأَلكَ الرِّضا بعد القضاء)) (¬3) .
وممَّا يدعو المؤمن إلى الرِّضا بالقضاء تحقيقُ إيمانه بمعنى قول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يقضي الله للمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له: إنْ أصابته سرَّاء شكر، كان خيراً له، وإنْ أصابته
ضرَّاء صبر، كان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن)) (¬4) .
وجاء رجلٌ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فسأله أنْ يُوصيه وصيَّةً جامعةً موجَزةً، فقال: ((لا تتَّهم الله في قضائه)) (¬5) .
¬_________
(¬1) التغابن: 11.
(¬2) في " الجامع الكبير " (2396) .
وأخرجه: ابن ماجه (4031) ، وابن عدي في " الكامل " 4/396، والبغوي (1435) والضياء المقدسي في " المختارة " (2350) و (2351) ، وقال الترمذي: ((حسن غريب)) على أنَّ في إسناده سعد بن سنان، ويقال: سنان بن سعد وفيه ضعف.
(¬3) أخرجه: ابن أبي شيبة (2946) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (128) و (378) ، والبزار في " البحر الزخار " (1392) ، والطبراني في " الدعاء " (625) ، والحاكم 1/524-525، وابن منده في " الرد على الجهمية " (86) واللالكائي في " شرح أصول الاعتقاد " (845) من حديث عمار بن ياسر مطولاً، وهو صحيح.
(¬4) أخرجه: أحمد 4/332 و333، والدارمي (2780) ، ومسلم 8/226 (2999) ، وابن حبان (2896) ، والطبراني في "الكبير" (7316) وفي " الأوسط "، له (7390) ، وأبو نعيم في " الحلية " 1/154، والبيهقي 3/375 وفي " الشعب "، له (9949) من حديث صهيب بن سنان.
(¬5) أخرجه: ابن أبي شيبة كما في " إتحاف الخيرة " (1) ، والخرائطي في " مكارم الأخلاق ": 60، والبخاري في " خلق أفعال العباد " (163) ، وابن أبي عاصم في " الجهاد " (25) ، وهو حديث ضعيف.

الصفحة 579