كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)
قال ابن المبارك: من صبر، فما أقلَّ ما يصبر، ومن جزع، فما أقل ما يتمتع.
فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ النصر مع الصبر)) يشمل النصرَ في الجهادين: جهادُ العدوِّ الظاهر، وجهادُ العدوِّ الباطن، فمن صبرَ فيهما، نُصِرَ وظفر بعدوِّه، ومن لم يصبر فيهما وجَزِعَ، قُهِرَ وصار أسيراً لعدوّه، أو قتيلاً له.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وإنَّ الفرج مع الكرب)) وهذا يشهد له قوله - عز وجل -: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} (¬1) وقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -:
((ضَحكَ ربنا من قُنوط عباده وقُربِ غيرِهِ)) خرَّجه الإمام أحمد، وخرَّجه ابنُه عبدُ الله (¬2)
في حديث طويل، وفيه: ((علم الله يوم الغيث أنَّه ليشرف عليكم أزِلينَ قَنِطينَ، فيظلُّ يضحك قد علم أنَّ غيرَكُم إلى قُرب)) (¬3) ،
¬_________
(¬1) الشورى: 28.
(¬2) في " مسنده " 4/11 و12، وعبد الله بن أحمد في " السنة " (452) و (453) .
وأخرجه: الطيالسي (1092) ، وابن ماجه (181) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (469) ، والآجري في " الشريعة ": 279-280، وهو حديث ضعيف.
(¬3) أخرجه: ابن أبي عاصم في " السنة " (524) و (636) ، وعبد الله بن أحمد في " زوائده على المسند " 4/13-14 وفي " السنة "، له (1120) ، والطبراني في " الكبير "
19/ (477) ، والحاكم 4/560، وهو حديث ضعيف.