كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)
وخرَّج البزار في " مسنده " (¬1) ، وابن أبي حاتم - واللفظ له - من حديث أنس، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لو جاء العُسْرُ، فدخل هذا الجُحر، لجاء اليسر حتّى يدخل عليه فيخرجه (¬2)) ) ، فأنزل الله - عز وجل - {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} .
وروى ابنُ جرير (¬3) وغيره من حديث الحسن مرسلاً (¬4) نحوه، وفي حديثه: فقال
النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لن يَغْلِبَ عُسرٌ يُسرين)) .
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن ابن مسعود قال: لو أنَّ العسر دخل في جُحر لجاء اليسر حتى يدخل معه، ثُمَّ قال: قال الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} (¬5) . وبإسناده أنَّ أبا عبيدة حُصِرَ فكتب إليه عمرُ يقول: مهما ينْزل بامرئٍ شدَّةٌ يجعل الله بعدها فرجاً، وإنَّه لن يَغلِبَ عسرٌ يُسرين (¬6) ، وإنَّه يقول:
{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (¬7) .
ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليُسر بالعسر: أنَّ الكربَ إذا اشتدَّ وعَظُمَ وتناهى، وحصل للعبد الإياسُ من كَشفه من جهة المخلوقين، وتعلق قلبُه بالله وحده، وهذا هو حقيقةُ التوكُّل على الله، وهو من أعظم الأسباب التي تُطلَبُ بها الحوائجُ، فإنَّ الله يكفي من توكَّل عليه، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (¬8) .
¬_________
(¬1) كما في " كشف الأستار " (2288) .
وأخرجه: ابن أبي حاتم في " تفسيره " 10/3446 (19395) .
وأخرجه: الطبراني في " الأوسط " (1548) ، والحاكم 2/255، والبيهقي في " شعب
الإيمان " (10012) ، وطبعة الرشد (9539) وهو حديث ضعيف.
(¬2) سقطت من (ص) .
(¬3) في " تفسيره " (29069) .
وأخرجه: عبد الرزاق في " التفسير " (3643) ، والحاكم 2/528.
(¬4) والمرسل أحد أقسام الضعيف.
(¬5) أخرجه: الطبراني في " الكبير " (9977) من حديث ابن مسعود، وهو ضعيف.
(¬6) أخرجه: مالك في " الموطأ " برواية الليثي (1288) ، وابن أبي شيبة (33840) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (10010) .
(¬7) آل عمران: 200.
(¬8) الطلاق: 3.