كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)
من عنقه، فإذا نزع رِبْقَ الإيمان من عنقه لم تلقه إلا شيطاناً لعيناً ملعناً (¬1) .
وعن ابن عباس قال: الحياءُ والإيمانُ في قَرَنٍ، فإذا نُزِعَ الحياءُ، تبعه الآخر. خرّجه كله حميدُ بنُ زنجويه في كتاب " الأدب ".
وقد جعل النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الحياءَ مِنَ الإيمان كما في " الصحيحين " (¬2) عن ابن عمر: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على رجلٍ وهو يُعاتِبُ أخاه في الحياء يقولُ: إنَّك لتستحيي، كأنَّه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((دَعْهُ، فإنَّ الحياءَ مِنَ الإيمانِ)) (¬3) .
وفي " الصحيحين " (¬4) عن أبي هُريرة قال: ((الحياءُ شُعبةٌ من الإيمان)) .
وفي " الصحيحين " (¬5) عن عمران بن حصين، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الحياءُ لا يأتي إلاَّ بخيرٍ)) ، وفي روايةٍ لمسلم قال: ((الحياء خيرٌ كلُّه)) ، أو قال: ((الحياءُ كلُّه خير)) .
وخرَّج الإمام أحمد (¬6) والنسائي (¬7) من حديث الأشج العصري قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ فيك لخُلُقَيْن يُحبُّهما الله)) قلت: ما هما؟ قال: ((الحِلْمُ والحياء)) قلت: أقديماً كان أو حديثاً؟ قال: ((بل قديماً)) ، قلت: الحمد لله الذي جعلني على خُلُقين يحبهما الله.
¬_________
(¬1) أخرجه: أبو نعيم في " الحلية " 1/204.
(¬2) صحيح البخاري 8/35 (6118) ، وصحيح مسلم 1/46 (36) (59) .
(¬3) بعد هذا في (ص) : ((ولفظه للبخاري)) .
(¬4) صحيح البخاري 1/9 (9) ، وصحيح مسلم 1/46 (35) (57) و (58) .
(¬5) صحيح البخاري 8/35 (6117) ، وصحيح مسلم 1/46 (37) (60) .
(¬6) في " مسنده " 4/205، وهو حديث صحيح.
(¬7) في " الكبرى " (7746) و (8306) .