كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

أنْ يُريدَ الرجلُ أنْ يعملَ الخيرَ، فيدعهُ حياءً من الناس كأنَّه يخاف الرِّياء، يقول: فلا يمنعك الحياءُ مِنَ المُضيِّ لما أردت، كما جاء في الحديث: ((إذا جاءك
الشيطانُ وأنت تُصلِّي، فقال: إنَّك تُرائي، فزدها طولاً)) (¬1) ثم قال أبو عُبيد: وهذا الحديث ليس يجيء سياقُه ولا لفظُه على هذا التفسير، ولا على هذا يحمله الناس.
قلت: لو كان على ما قاله جرير، لكان لفظُ الحديث: إذا استحييتَ مما لا يُستحيى منه فافعل ما شئتَ، ولا يخفى بُعْدُ هذا من لفظ الحديث ومعناه، والله أعلم.
¬_________
(¬1) أخرجه: ابن المبارك في " الزهد " (35) ، وابن أبي شيبة (8357) وطبعة الرشد
(8434) ، وأبو نعيم في " الحلية " 4/132 من قول الحارث بن قيس.

الصفحة 601