كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

وقال الترمذي: حسن صحيح (¬1) .
وخرَّجه الإمام أحمد، والنَّسائي (¬2) من رواية عبدِ الله بن سفيان الثقفي، عن أبيه: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله، مُرني بأمرٍ في الإسلام لا أسألُ عنه أحداً بعدَك،

قال: ((قل: آمنتُ بالله، ثم استقم)) . قلت: فما أتَّقي؟ فأومأ إلى
لسانه (¬3) .
قول سفيان بن عبد الله للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((قُلْ لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدَك)) طلب منه أنْ يُعلمه كلاماً جامعاً لأمر الإسلام كافياً حتّى لا يحتاجَ بعدَه إلى
غيره، فقالَ لهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((قل: آمنتُ باللهِ، ثُمَّ استقم)) ، وفي الرواية الأخرى: ((قل: ربي الله، ثُمَّ استقم)) . هذا منتزع من قوله - عز وجل -: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (¬4) ، وقوله - عز وجل -: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (¬5) .
وخرَّج النَّسائي في " تفسيره " (¬6) من رواية سهيل بن أبي حزم: حدثنا ثابت، عن أنس: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} ، فقال
: ((قد قالها الناسُ، ثم كفروا، فمن مات عليها فهو مِن أهل الاستقامة)) . وخرَّجه الترمذي (¬7) ، ولفظه: فقال: ((قد قالها الناس، ثم كفر أكثرُهم، فمن مات
عليها، فهو مِمَّنِ استقامَ)) ، وقال: حسن غريب، وسهيل تُكُلِّمَ فيه من قِبَلِ
حفظه (¬8) .
¬_________
(¬1) أخرجه: الترمذي (2410) ، وقال: ((هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن سفيان بن عبد الله الثقفي)) .
(¬2) زاد بعدها في (ص) : ((وابن ماجه)) .
(¬3) أخرجه: أحمد 3/413 و4/384، والنسائي في " الكبرى " (11489) و (11490) وفي " التفسير "، له (509) (510) .
(¬4) فصلت: 30.
(¬5) الأحقاف: 13-14.
(¬6) التفسير (490) وفي " الكبرى "، له (11470) .
(¬7) في " الجامع الكبير " (3250) وقال: ((حديث غريب ... )) ، وفي بعض النسخ
: ((حسن غريب)) .
(¬8) قال عنه أحمد بن حنبل: ((روى عن تائب أحاديث منكرة)) ، وقال أبو حاتم: ((ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به ... )) .
انظر: الضعفاء 2/154، والجرح والتعديل 4/230 (6183) ، والكامل 4/526، وتهذيب الكمال 3/330 (2611) .

الصفحة 604