كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)
وفي المعنى أحاديث كثيرة جداً.
وفي " الصحيحين " (¬1) عن أنس: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال يوماً لمعاذ: ((ما مِنْ عبدٍ يشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً عبدُه ورسوله إلاَّ حرَّمه الله على النار)) .
وفيهما (¬2) عن عِتبان بن مالك، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الله قد حرَّم على النَّارِ مَنْ قال: لا إله إلا الله، يبتغي بها وجه اللهِ)) .
فقال طائفةٌ من العلماء: إنَّ كلمة التوحيد سببٌ مقتضٍ لدخول الجنَّة وللنجاة مِنَ النَّارِ، لكن له شروطٌ، وهي الإتيانُ بالفرائضِ، وموانعُ وهي إتيانُ الكبائر. قال الحسن للفرزدق: إنَّ لـ ((لا إله إلا الله)) شروطاً، فإيَّاكَ وقذفَ المحصنة (¬3) . ورُوي عنه أنَّه قال: هذا العمودُ، فأين الطُّنُبُ (¬4) ، يعني: أنَّ كلمةَ التوحيد عمودُ الفسطاط، ولكن لا يثبتُ الفسطاطُ بدون أطنابه، وهي فعلُ الواجبات، وتركُ المحرَّمات.
وقيل للحسن: إنَّ ناساً يقولون: من قال: لا إله إلا الله، دخل الجنَّة، فقال: من قال: لا إله إلا الله، فأدَّى حقَّها وفرضها، دخلَ الجنَّةَ (¬5) .
¬_________
(¬1) صحيح البخاري 1/44 (128) ، وصحيح مسلم 1/44 (32) (53) .
(¬2) صحيح البخاري 1/115-116 (425) ، وصحيح مسلم 1/44 (33) (54) .
(¬3) ذكره الذهبي في " سير أعلام النبلاء " 4/584.
(¬4) الطنب: جمعها أطناب وطنبة، قال ابن سيده: الطنب حبل طويل يشد به البيت والسرادق بين الأرض والطرائق، وقيل: ((هو الوتد)) . انظر: لسان العرب 8/205 (طنب) .
(¬5) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 1/200.