كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

ونصفٌ في الشُّكر)) (¬1) ، فلمَّا كان الإيمانُ يشمل فعلَ الواجباتِ، وتركَ المحرَّمات، ولا يُنالُ ذلك كلُّه إلاَّ بالصَّبر، كان الصبرُ نصفَ الإيمان، فهكذا يقالُ في الوضوء: إنَّه نصف الصلاة.
وأيضاً فالصلاةُ تُكفر الذنوبَ والخطايا بشرط إسباغ الوضوء وإحسانه، فصار شطرَ الصلاة بهذا الاعتبار أيضاً، كما في " صحيح مسلم " (¬2) عن عثمان، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما مِنْ مُسلمٍ يتطهر فيُتِمُّ الطهورَ الذي كُتِبَ عليه، فيُصلي هذه الصلوات الخمْسَ إلاَّ كانت كفَّارةً لما بينَهنَّ)) . وفي روايةٍ له (¬3) : ((من أتمَّ الوُضوء كما أمره الله، فالصلواتُ المكتوبات كفاراتٌ لما بينهن)) .
وأيضاً فالصلاةُ مفتاحُ الجنَّة، والوضوء مفتاح الصَّلاة، كما خرَّجه الإمامُ أحمد (¬4) والترمذي (¬5) من حديث جابرٍ مرفوعاً، وكلٌّ من الصلاة والوضوء مُوجِبٌ لفتح أبواب الجنَّة كما في " صحيح مسلم " (¬6) عن عُقبة بن عامر سمع النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من مسلمٍ يتوضأ، فيُحسنُ وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، يقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنَّة)) ،
¬_________
(¬1) أخرجه: الخرائطي في "فضيلة الشكر" (18) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " (159) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (9715) ، وطبعة الرشد (9265) .
(¬2) الصحيح 1/142 (231) (10) .
وأخرجه: البيهقي في " شعب الإيمان " (2726) .
(¬3) في " صحيحه " 1/142 (231) (11) .
(¬4) في " مسنده " 3/340.
(¬5) في " جامعه " (4) . =
= ... وأخرجه: الطيالسي (2712) ، والعقيلي في " الضعفاء " 2/137، والطبراني في "الأوسط" (4364) وفي "الصغير"، له (596) ، وابن عدي في " الكامل " 4/241، والبيهقي في
" شعب الإيمان " (2711) و (2712) ، والخطيب في " الموضح " 1/352، وهو حديث ضعيف لضعف سليمان بن قرم وأبي يحيى القتات.
(¬6) الصحيح 1/144 (234) .

الصفحة 635