كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 1)

قال داود: والبِرُّ هِمَّةُ التَّقيِّ، ولو تعلَّقت جميع جوارحه بحبِّ الدُّنيا لردَّته يوماً نيَّتُهُ إلى أصلِهِ.
وعن سفيانَ الثَّوريِّ، قال: ما عالجتُ شيئاً أشدَّ عليَّ من نيَّتي؛ لأنَّها تتقلَّبُ
عليَّ (¬1) .
وعن يوسُفَ بن أسباط، قال: تخليصُ النِّيةِ مِنْ فسادِها أشدُّ على العاملينَ مِنْ طُولِ الاجتهاد (¬2) .
وقيل لنافع بن جُبير: ألا تشهدُ الجنازةَ؟ قال: كما أنتَ حتَّى أنوي، قال: ففكَّر هُنَيَّة، ثم قال: امضِ (¬3) .
وعن مطرِّف بن عبدِ الله قال: صلاحُ القلب بصلاحِ العملِ، وصلاحُ العملِ بصلاحِ النيَّةِ (¬4) .
وعن بعض السَّلَف قال: مَنْ سرَّه أن يَكْمُلَ له عملُه، فليُحسِن نيَّته، فإنَّ الله
- عز وجل - يأجُرُ العَبْدَ إذا حَسُنَت نيَّته حتى باللُّقمة.
وعن ابن المبارك، قال: رُبَّ عملٍ صغيرٍ تعظِّمهُ النيَّةُ، وربَّ عمل كبيرٍ تُصَغِّره النيَّةُ.
وقال ابن عجلان: لا يصلحُ العملُ إلاَّ بثلاثٍ: التَّقوى لله، والنِّيَّةِ الحسنَةِ، والإصابة.
¬_________
(¬1) أخرجه: أبو نعيم في " الحلية " 7/5 و62، وفيه كلمة ((نفسي)) بدل كلمة ((نيتي)) .
(¬2) أخرجه: الدينوري في " المجالسة " (1946) و (3424) ، وابن عربي في " محاضرة الأبرار " 2/323.
(¬3) أخرجه: الدينوري في " المجالسة " (3532) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " 4/306.
(¬4) أخرجه: أبو نعيم في " الحلية " 2/199.

الصفحة 69