كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 1)

قال: كانت المرأةُ إذا أتت النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حلَّفها بالله: ما خرجت من بُغضِ زوجٍ، وبالله: ما خرجت رغبةً بأرضٍ عنْ
أرضٍ (¬1) ، وبالله: ما خرجت التماسَ دُنيا، وبالله: ما خرجت إلاَّ حباً لله ورسوله. خرجهُ ابنُ أبي حاتم (¬2) ، وابنُ جريرٍ (¬3) ، والبزَّارُ في " مسنده " (¬4) ، وخرَّجه الترمذي في بعض نسخ كتابه مختصراً.
وقد روى وكيعٌ في كتابه عن الأعمش، عن شقيقٍ - هو أبو وائلٍ - قال: خطبَ أعرابيٌّ مِنَ الحيِّ امرأةً يقال لها: أم قيسٍ. فأبت أن تزوَّجَهُ حتى يُهاجِرَ، فهاجَرَ، فتزوَّجته، فكُنَّا نُسمِّيه مهاجرَ أُم قيسٍ. قال: فقال عبدُ الله - يعني: ابن مسعود -: مَنْ هاجَر يبتغي شيئاً، فهو له.
وهذا السِّياقُ يقتضي أنَّ هذا لم يكن في عهدِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، إنَّما كان في
عهدِ ابنِ مسعودٍ، ولكن رُوي مِنْ طريقِ سفيانَ الثَّوريِّ، عَن الأَعمشِ،
عن أبي وائلٍ، عن ابن مسعود، قال: كان فينا رجلٌ خطبَ امرأةً يقال
لها: أم قيسٍ، فأبت أنْ تزوَّجَه حتَّى يهاجِرَ، فهاجَرَ، فتزوَّجها،
فكنَّا نسمِّيه مهاجرَ أمِّ قيسٍ. قال ابنُ مسعودٍ: مَنْ هاجرَ لشيءٍ (¬5)
فهو له (¬6) .
وقد اشتهرَ أنَّ قصَّةَ مُهاجرِ أمِّ قيسٍ هي (¬7) كانت سببَ قولِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ كانت هجرتُه إلى دُنيا يُصيبُها أو امرأةٍ ينكِحُها)) ، وذكر ذلك كثيرٌ من المتأخِّرين

في
¬_________
(¬1) في (ص) : ((من رغبة من أرض إلى أرض)) .
(¬2) في " تفسيره " 10/3350 (18867) .
(¬3) في " تفسيره " (26310) ، وطبعة التركي 22/575.
(¬4) (2272) كشف الأستار، وهو حديث ضعيف. انظر: مجمع الزوائد 7/123.
(¬5) في (ص) : ((يبتغي شيئاً)) .
(¬6) أخرجه: الطبراني في " المعجم الكبير " (8540) .
(¬7) سقطت من (ص) .

الصفحة 74