كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 1)

وقد وردَ الوعيدُ على تعلُّم العِلم لغيرِ وجه الله، كما خرَّجه الإمامُ أحمدُ وأبو داود وابنُ ماجه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَنْ تعلَّم عِلماً مِمَّا يُبتَغى به وجهُ الله، لا يتعلَّمُه إلاَّ ليُصيبَ بهِ عَرَضاً من الدُّنيا، لم يَجِدْ عَرْفَ الجنَّة يومَ القيامَةِ)) يعني: ريحها (¬1) .
وخرَّج الترمذيُّ (¬2) من حديثِ كعبِ بن مالك، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((مَنْ طَلَب العلمَ ليُمارِي به السُّفهَاء، أو يُجاري به العُلَماء، أو يَصرِفَ به وجُوهَ النَّاسِ إليه، أدخله الله النَّار)) .
وخرَّجه ابن ماجه (¬3)
- بمعناه - مِنْ حديث (¬4) ابن عمر، وحذيفةَ، وجابرٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬5) ، ولفظُ حديث جابرٍ: ((لا تَعَلَّموا العِلمَ، لتُباهُوا به العُلماءَ، ولا لِتُماروا به السُّفَهاءَ، ولا تَخَيَّروا به المجالس، فَمَنْ فعل ذلك، فالنَّارَ النَّارَ)) .
وقال ابنُ مسعودٍ: لا تعلَّموا العِلمَ لثلاثٍ: لِتُماروا به السُّفَهاء، أو لِتُجادِلوا به الفُقهاء، أو لتصرفوا بهِ وُجُوه النَّاس إليكم، وابتغُوا بقولِكُم
¬_________
(¬1) أخرجه: أحمد 2/338، وأبو داود (3664) ، وابن ماجه (252) .
وأخرجه أيضاً: أبو الحسن القطان في " زياداته على سنن ابن ماجه " بإثر الحديث (252) ، وأبو يعلى (6373) ، وابن حبان (78) ، والحاكم 1/85، والبيهقي في " شعب الإيمان " (1770) ، والخطيب في " تاريخه " 5/347 و8/78، وإسناده ضعيف لضعف فليح بن سليمان، وقد خولف في هذا الحديث فرواه من هو أقوى منه مرسلاً، قال الإمام الدارقطني: ((المرسل أشبه بالصواب)) . العلل الواردة في الأحاديث النبوية 11/10 س (2087) .
(¬2) في " الجامع الكبير " (2654) .
وأخرجه أيضاً: العقيلي في " الضعفاء " 1/104، وابن حبان في " المجروحين " 1/133-134، والطبراني في " الكبير " 19/ (199) ، وابن عدي في " الكامل " 1/541، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " (86) ، وقال الترمذي: ((غريب لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تكلم فيه من قبل حفظه)) .
(¬3) في " سننه " (253) من حديث ابن عمر، و (254) من حديث جابر بن عبد الله،
و (259) من حديث حذيفة.

وأخرجه: ابن حبان (77) ، والحاكم 1/86 من حديث جابر بن عبد الله، به، وكلها ضعيفةٌ، وبعضهم قوى الحديث بالمجموع، والله أعلم.
(¬4) سقطت من (ص) .
(¬5) بعد هذا في (ص) : ((جاء)) .

الصفحة 78