كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 1)

يتعدَّى نفعُها، فإنَّ الإخلاص فيها عزيزٌ، وهذا العملُ لا يشكُّ مسلمٌ أنَّه حابِطٌ، وأنَّ صاحبه يستحقُّ المقتَ مِنَ اللهِ والعُقوبة (¬1) .
وتارةً يكونُ العملُ للهِ، ويُشارِكُه الرِّياءُ، فإنْ شارَكَهُ مِنْ أصله، فالنُّصوص الصَّحيحة تدلُّ على بُطلانِهِ وحبوطه أيضاً (¬2) .
وفي " صحيح مسلم " (¬3) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يقولُ الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشُّركاءِ (¬4) عن الشِّرك، مَنْ عَمِل عملاً أشركَ فيه معي غيري، تركته وشريكَه)) ، وخرَّجه ابنُ ماجه (¬5) ، ولفظه: ((فأنا منه بريءٌ، وهوَ للَّذي أشركَ)) .
وخرَّج الإمام أحمد (¬6) عن شدّاد بن أوسٍ، عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((مَنْ صَلَّى يُرائِي، فقد أشرَكَ، ومنْ صَامَ يُرائِي فقد أشرَكَ، ومن تَصدَّقَ يُرائِي فقد أشرك، وإنَّ الله - عز وجل - يقولُ: أنا خيرُ قسيمٍ لِمَنْ أشرَكَ بي شيئاً، فإنَّ جُدَّةَ عَمَلِهِ قليله وكثيره لشريكِهِ الذي أشركَ به، أنا عنه غنيٌّ)) .
وخرَّج الإمام أحمدُ (¬7) والترمذيُّ (¬8) وابنُ ماجه (¬9) مِنْ حديث أبي سعيد بن
أبي فضالةَ
¬_________
(¬1) روي أنَّ لقمان قال لابنه: الرياء أنْ تطلب ثواب عملك في دار الدنيا، وإنَّما عمل القوم للآخرة، قيل له: فما دواء الرياء؟ قال: كتمان العمل، قيل له: فكيف يكتم العمل؟ قال: ما كلفت إظهاره من العمل فلا تدخل فيه إلا بالإخلاص، وما لم تكلف إظهاره أحب ألا تطلع عليه إلا الله. انظر: تفسير القرطبي 5/182.
(¬2) سقطت من (ص) .
(¬3) 8/223 (2985) (46) .
(¬4) في (ج) و (ص) : ((الأغنياء)) ، والمثبت من " صحيح مسلم ".
(¬5) في " سننه " (4202) .
وأخرجه: الطيالسي (2559) ، وأحمد 2/301 و435، وأبو يعلى (6552) ، وابن خزيمة (938) ، وابن حبان (395) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (6815) ، والبغوي (4136) و (4137) وهو صحيح.
(¬6) في " مسنده " 4/126.
وأخرجه: الطيالسي (1120) ، والطبراني في " الكبير " (7139) ، والحاكم 4/329، وأبو نعيم في " الحلية " 1/268-269، والبيهقي في " شعب الإيمان " (6844) وإسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب.
(¬7) في "مسنده" 3/466 و4/215، وهو حديث قويٌّ، وقال علي بن المديني: ((سنده صالح)) .
(¬8) في " الجامع الكبير " (3154) .
(¬9) في " سننه " (4203) .
وأخرجه أيضاً: الدولابي في " الكنى والأسماء " 1/35، وابن حبان (404) و (7345) ، والطبراني في " الكبير " 22/ (778) .

الصفحة 80