كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)
من حديث كعب بن عُجرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((الصَّومُ جُنَّةٌ حصينةٌ، والصَّدقةُ تُطفئ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماء النار)) (¬1) .
وخرَّجه الطبراني وغيره من حديث أنس مرفوعاً، بمعناه (¬2) .
وخرّجه الترمذي (¬3) وابنُ حبان في " صحيحه " (¬4) من حديث أنس، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((إنَّ صدقة السِّرِّ لتطفئُ غضبَ الربِّ، وتدفع مِيتةَ السُّوء)) .
ورُوي عن عليِّ بنِ الحسين: أنَّه كان يحملُ الخبزَ على ظهرهِ باللَّيل يتَّبِعُ
به المساكين في ظُلمة الليل، ويقول: إنَّ الصَّدقة في ظلامِ (¬5) اللَّيلِ تُطفئُ
غضبَ الرَّبِّ - عز وجل - (¬6) . وقد قال الله - عز وجل -: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ
وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ
سَيِّئَاتِكُمْ} (¬7) ، فدلَّ على أنَّ الصدقة يُكفَّر بها من السيئات: إما مطلقاً، أو صدقة السر.
وقوله: ((وصلاةُ الرَّجُلِ في جوف الليل)) ، يعني: أنَّها تُطفئ الخطيئة أيضاً كالصَّدقة، ويدلُّ على ذلك ما خرَّجه الإمام أحمد من رواية عُروة بن النَّزَّال، عن معاذ قال: أقبلنا مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك، فذكر الحديثَ، وفيه: ((الصَّومُ جنَّةٌ، والصَّدقةُ وقيامُ العبد في جوف الليل يُكفر
¬_________
(¬1) تقدم تخريجه.
(¬2) تقدم تخريجه.
(¬3) في " جامعه " (664) ، وقال: ((حسن غريب)) على أنَّ في إسناده عبد الله بن عيسى الخزاز ضعيف.
(¬4) الإحسان (3309) .
(¬5) في (ج) : ((سواد)) .
(¬6) أخرجه: ابن أبي عاصم في " الزهد ": 16، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 3/135 - 136.
(¬7) البقرة: 271.