كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

وخرَّجه ابن خزيمة (¬1) والحاكم (¬2) في " صحيحيهما " من حديث أبي أمامة
أيضاً.
وقال ابن مسعود: فضلُ صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية. وخرَّجه أبو نعيم عنه مرفوعاً (¬3) ، والموقوف (¬4) أصح.
وقد تقدَّم أنَّ صدقة السِّرِّ تُطفئُ الخطيئة، وتُطفئ غضبَ الرَّبِّ، فكذلك صلاةُ الليل.
وقوله: ((ثم تلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (¬5) ، يعني: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تلا هاتين الآيتين عندَ ذكره فضلَ صلاة الليل، ليبيِّنَ بذلك فضل صلاة الليل، وقد رُويَ عن أنس أنَّ هذه الآية نزلت في انتظار صلاةِ العشاء، خرَّجه الترمذي وصححه (¬6) . ورُوي عنه أنَّه قال في هذه الآية: كانوا يتنفلون بينَ المغرب والعشاء، خرَّجه أبو داود (¬7) . وروي نحوه عن بلال، خرّجه البزار بإسنادٍ ضعيف (¬8) .
¬_________
(¬1) مختصر المختصر (1135) ، وقلت في تعليقي هناك: ((هذا الحديث منكر من منكرات معاوية بن صالح، وقد ساقه ابن عدي في كتابه " الكامل " ضمن منكراته، وقد سبق إلى هذا الإعلال أبو حاتم الرازي فقد قال: ((وهو حديث منكر لم يروه غير معاوية بن صالح، وأظنه من حديث محمد بن سعيد الشامي الأزدي؛ فإنَّه يروي هذا الحديث بإسنادٍ آخر)) علل الحديث (346)) ) .
(¬2) المستدرك 1/308.
وأخرجه: الطبراني في " الكبير " (7466) وفي " الأوسط "، له (3265) ، والبيهقي 2/502، والبغوي (922) .
(¬3) في " حلية الأولياء " 4/167 و5/36.
(¬4) في " حلية الأولياء " 4/167 و5/36 و7/238.
وأخرجه: ابن أبي شيبة (6610) ، والطبراني في " الكبير " (8998) و (8999) موقوفاً.
(¬5) السجدة: 16 - 17.
(¬6) في " جامعه " (3196) .
وأخرجه: الطبري في " تفسيره " (21505) .
(¬7) في " سننه " (1322) .
وأخرجه: الطبري في " تفسيره " (21505) .
(¬8) في " مسنده " (1364) . وفيه عبد الله بن شبيب، قال عنه الهيثمي: ((ضعيف)) . انظر: مجمع الزوائد 7/90، وكذا في السند علل أُخر.

الصفحة 807