كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 1)

- وكان مِنَ الصَّحابة - قال: قالَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جمع الله الأوَّلين والآخِرين ليومٍ لا ريبَ فيه، نادَى مُنادٍ: مَنْ كانَ أشركَ في عملٍ عمِلَهُ لله - عز وجل - فليَطلُبْ ثوابَهُ من عند غير الله - عز وجل -، فإنّ الله أغنى الشُّركاءِ عن الشِّرك)) .
وخرَّج البزّار في " مسنده " (¬1) من حديثِ الضَّحَّاكِ بن قيسٍ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((إنَّ الله - عز وجل - يقول: أنا خيرُ شريكٍ، فمن أشركَ معي شريكاً، فهو لشريكي. يا أيُّها النَّاسُ أخلِصوا أعمالَكُم لله - عز وجل -؛ فإنَّ الله لا يقبلُ مِنَ الأعمالِ إلاَّ ما أُخْلِصَ لَهُ، ولا تقولوا: هذا للهِ وللرَّحِمِ، فإنّها للرَّحِم، وليس لله منها شيءٌ، ولا تقولوا: هذا لله ولوجُوهِكُم، فإنَّها لوجوهكم، وليس لله فيها شيءٌ (¬2)) ) .
وخرَّج النَّسائيُّ (¬3) بإسنادٍ جيِّدٍ عن أبي أُمامةَ الباهليِّ: أنَّ رجُلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ رجلاً غزا يلتَمِسُ الأجْرَ والذِّكر (¬4) ؟ فقالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا شيءَ لهُ)) فأعادها ثلاث مرات، يقول له رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - (¬5) : ((لا شيء له)) ، ثمَّ قال: ((إنَّ الله لا يقبلُ منَ العَمَل إلاَّ ما كانَ له خالصاً، وابتُغِي به وجهُه)) .
وَخَرَّج الحاكمُ (¬6) مِنْ حديث ابن عباس قال (¬7) : قال رجل: يا رسول الله، إني أقف الموقف أُريد به وجْه الله، وأريدُ أنْ يُرى موطِني، فلم يردَّ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا حتّى نزلت: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (¬8) .
¬_________
(¬1) (3567) ، وفي إسناده ضعف من أجل إبراهيم بن مجشر.
(¬2) من قوله: ((ولا تقولوا: هذا لله ولوجوهكم ... )) إلى هنا لم يرد في (ص) .
(¬3) في " المجتبى " 6/25 وفي " الكبرى "، له (4348) ، وقد حسنه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء 6/2410-2411 (3839) .
(¬4) في (ص) : ((الأجر من الله والذكر من الناس)) .
(¬5) في (ص) : ((فأعادها ثلاثاً ورسول الله يقول)) .
(¬6) في " المستدرك " 2/111 من حديث نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعاً، وهو معلول بالإرسال، ونعيم ضعيف.
وأخرجه: ابن المبارك في " الجهاد " (12) ، وعبد الرزاق في " تفسيره " (1728) ، والطبري في " تفسيره " (17654) وطبعة التركي 15/440، والحاكم 4/329 من طريق طاووس، مرسلاً، وهو الصواب فكذا رواه ابن المبارك في كتابه " الجهاد " وقد تابعه على ذلك عبد الرزاق.
(¬7) ((قال)) من (ص) .
(¬8) الكهف: 110.

الصفحة 81