كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)
وفيهما (¬1) عن أبي هُريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((أفضلُ الأعمال إيمانٌ بالله، ثمَّ جهاد في سبيل الله)) .
والأحاديث في هذا المعنى كثيرةٌ جداً.
وقوله: ((ألا أُخبرك بملاك ذلك كُلِّه)) قلتُ: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه فقال: ((كُفَّ عليك هذا)) إلى آخر الحديث. هذا يدلُّ على أنَّ كفَّ اللسان وضبطه وحبسه هو أصلُ الخير كُلِّه، وأنَّ من ملك لسانه، فقد ملك أمره وأحكمه (¬2) وضبطه، وقد سبق الكلامُ على هذا المعنى في شرح حديث: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً، أو ليصمت)) (¬3) . وفي شرح حديث: ((قل: آمنتُ باللهِ، ثم استقم)) (¬4) . وخرَّج البزار في " مسنده " (¬5) من حديث أبي اليَسَر (¬6) أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، دلَّني على عملٍ يُدخلني الجنَّة، قال
:
((أمسك هذا)) ، وأشار إلى لسانه، فأعادها عليه، فقال: ((ثكلتك أمُّك،
هل يَكُبُّ النَّاسَ على مناخرهم في النَّار إلاَّ حصائدُ ألسنتهم))
¬_________
(¬1) أخرجه: البخاري 2/164 (1519) ، ومسلم 1/61 (83) (135) .
(¬2) سقطت من (ص) .
(¬3) الحديث الخامس عشر.
(¬4) الحديث الحادي والعشرون.
(¬5) البحر الزخار (2302) .
وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10/300.
(¬6) أبو اليَسَر، بفتح التحتانية والمهملة: كعب بن عمرو بن عباد السَّلمي، بالفتح، صحابي بدريٌّ جليل. التقريب (5646) .