كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

وخرَّجه الترمذي (¬1) ، ولفظه: ((إنَّ الرجلَ ليتكلَّم بالكلمة لا يرى بها بأساً، يهوي بها سبعين خريفاً في النار)) .
وروى مالك (¬2) ، عن زيد بنِ أسلم، عن أبيه: أنَّ عمرَ دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وهو يجبذ لسانه، فقال عمر (¬3) : مه، غفر الله لك! فقال أبو بكرٍ: هذا أوردني الموارد.
وقال ابنُ بريدة: رأيتُ ابنَ عبَّاسٍ آخذاً بلسانه وهو يقول: ويحك، قُلْ خيراً تغنم، أو اسكت عن سُوءٍ تسلم، وإلا فاعلم أنَّك ستندم، قال: فقيل له: يا ابن عبَّاس، لم تقولُ هذا؟ قال: إنّه بلغني أنَّ الإنسان -أراه قال- ليس على شيءٍ من جسده أشدُّ حنقاً أو غيظاً يَوْمَ القيامةِ منه على لسانه إلا من قال به خيراً، أو أملى به خيراً (¬4) .
وكان ابن مسعود يحلِفُ بالله الذي لا إله إلا هو: ما على الأرض شيءٌ
أحوج إلى طولِ سجنٍ من لسان (¬5) .
وقال الحسن: اللسان أميرُ البدن، فإذا جنى على الأعضاء شيئاً جنت، وإذا عفَّ عفت (¬6) .
وقال يونس بنُ عبيد: ما رأيتُ أحداً لسانه منه على بالٍ إلا رأيتُ ذلك صلاحاً في سائر عمله (¬7) .
وقال يحيى بن أبي كثير: ما صلح منطقُ رجل إلاَّ عرفت ذلك في سائر عمله، ولا فسد منطقُ رجل قطُّ إلاَّ عرفت ذلك في سائر عمله (¬8) .
¬_________
(¬1) في " جامعه " (2314) ، وقال: ((حسن غريب)) على أنَّ الحديث صحيح.
وأخرجه: أحمد 2/236 و297 و355، وابن ماجه (3970) ، وابن أبي عاصم: 15 و394، وأبو يعلى (6235) ، والحاكم 4/597.
(¬2) في " الموطأ " (2825) برواية الليثي.
(¬3) لم ترد في (ص) .
(¬4) أخرجه: أحمد في " الزهد " (1047) ، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 1/327 - 328.
(¬5) أخرجه: ابن أبي شيبة (26499) ، وهناد بن السري في " الزهد " (1095) ، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 1/134.
(¬6) أخرجه: ابن أبي الدنيا في " الصمت " (59) .
(¬7) أخرجه: أحمد في " الزهد " (112) (ط دار الكتب العلمية) .
(¬8) أخرجه: أبو نعيم في " حلية الأولياء " 3/68.

الصفحة 815