كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)
وفيه أيضاً (¬1)
عن المستورد الفهري، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((ما الدُّنيا في
الآخرة إلاَّ كما يَجْعَلُ أحدُكم أصبَعَهُ في اليمِّ، فلينظر بماذا ترجع)) .
وخرَّج الترمذي (¬2) من حديث سهل بن سعد، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لو كانتِ الدُّنيا تعدِلُ عندَ الله جناح بعوضةٍ، ما سقى كافراً منها شربةً)) وصححه (¬3) .
ومعنى الزهد في الشيء: الإعراضُ عنه لاستقلاله، واحتقاره، وارتفاع الهمَّةِ
عنه، يقال: شيء زهيد، أي: قليل حقير (¬4) .
وقد تكلَّم السَّلفُ ومَنْ بعدَهم في تفسير الزُّهد في الدُّنيا، وتنوَّعت عباراتهم عنه، وورد في ذلك حديثٌ مرفوع خرَّجه الترمذي (¬5) وابن ماجه (¬6) من رواية عمرو
¬_________
(¬1) مسلم في " صحيحه " 8/156 (2858) (55) .
وأخرجه: ابن المبارك في " الزهد " (496) ، وأحمد 4/228 - 229 و229، وابن ماجه
(4108) ، والترمذي (2323) ، وابن حبان (4330) من حديث المستورد بن شَدَّاد الفهري، به.
(¬2) في " جامعه " (2320) من حديث سهل بن سعد، به.
(¬3) انظر: جامع الترمذي عقيب (2320) ، على أنَّ في إسناده عبد الحميد بن سليمان ضعيف، وقد تابعه من هو مثله فلعل الترمذي صححه لشواهده، والله أعلم.
(¬4) انظر: لسان العرب 6/97 (زهد) .
(¬5) في " جامعه " (2340) من حديث أبي ذر، به.
(¬6) السنن (4100) من حديث أبي ذر، به.