كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

قال وهب: إنَّ الله - عز وجل - قال لموسى - عليه السلام -: إنِّي لأذودُ أوليائي عن نعيم الدُّنيا ورخائها كما يذودُ الرَّاعي الشفيقُ إبِلَه عن مبارك العُرَّةِ، وما ذلك لهوانهم عليَّ، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالماً موفراً لم تَكْلَمْه الدُّنيا (¬1) .
ويشهد لهذا ما خرَّجه الترمذي عن قتادة بن النُّعمان، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:
((إنَّ الله إذا أحبَّ عبداً حماه عَنِ الدُّنيا، كما يَظَلُّ أحدُكُمْ يحمي سقيمَه الماءَ)) (¬2) ، وخرَّجه الحاكم (¬3) ، ولفظه: ((إنَّ الله ليحمي عبدَه الدُّنيا وهو يحبُّه، كما تحمُونَ
¬_________
(¬1) أخرجه: أبو نعيم في " حلية الأولياء " 1/11 - 12 من طرق عن ابن عباس، بنحوه.
(¬2) أخرجه: الترمذي (2036) ، وابن حبان (669) ، والطبراني في " الكبير " 19/ (17) من حديث قتادة، به، وقال الترمذي: ((حسن غريب)) .
(¬3) في " المستدرك " 4/207 و309 من حديث قتادة بن النعمان، به.

الصفحة 872