كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 2)

وهذه الأمورُ ليست مِنَ الدُّنيا كما كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((حُبِّبَ إلي من دُنياكم النِّساءُ والطِّيبُ، وجُعلت قرَّةُ عيني في الصَّلاة)) (¬1) ، ولم يجعل الصَّلاةَ ممَّا حُبِّبَ إليه مِنَ الدُّنيا، كذا في
" المسند " (¬2) و" النسائي " (¬3) ، وأظنُّه وقع في غيرهما: ((حبِّبَ إليَّ من دنياكم

ثلاث)) (¬4) ، فأدخل الصلاة في الدُّنيا، ويشهدُ لذلك حديث: ((الدُّنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها، إلاَّ ذكر الله وما والاه، أو عالماً أو متعلماً)) خرَّجه ابن ماجه (¬5) والترمذي (¬6) ،
وحسَّنه من حديث أبي هريرة مرفوعاً. وروي نحوه من غير وجه مرسلاً ومتصلاً.
وخرَّج الطبراني (¬7) من حديث أبي الدرداء مرفوعاً قال: ((الدُّنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها إلا ما ابتُغِيَ به وجه الله)) . وخرَّجه ابنُ أبي الدُّنيا (¬8) موقوفاً،
¬_________
(¬1) سبق تخريجه.
(¬2) المسند 3/128 و199 و285 من حديث أنس بن مالك، به.
(¬3) في " المجتبى " 7/61 و72 من حديث أنس بن مالك، به.
(¬4) قال العلامة محمد عبد الرؤوف المناوي: ((من زاد كالزمخشري والقاضي لفظ ثلاث فقد وهم، قال الحافظ العراقي في "أماليه" لفظ ثلاث ليست في شيء من كتب الحديث وهي تفسد المعنى، وقال الزركشي: لم يرد فيه لفظ ثلاثة وزيادتها مخلة للمعنى فإن الصلاة ليست من الدنيا، وقال ابن حجر في " تخريج الكشاف ": لم يقع في شيء من طرقه، وهي تُفسد المعنى إذ لم يذكر بعدها إلا الطيب والنساء ثم إنَّه لم يضفها لنفسه فما قال: أحب، تحقيراً لأمرها؛ لأنَّه أبغض الناس فيها لا لأنها ليست من دنياه بل من آخرته كما ظن إذ كل مباح دنيوي ينقلب طاعة بالنية فلم يبق لتخصيصه حينئذٍ وجه)) . فيض القدير 3/489 - 490 (3669) ، وانظر: الكافي الشاف (183) ، والمقاصد الحسنة: 180.
(¬5) السنن (4112) .
(¬6) في " جامعه " (2322) من حديث أبي هريرة، به، وقال: ((حسن غريب)) .

وأخرجه: أبو نعيم " الحلية " 3/157 و7/90 من حديث جابر، به.
(¬7) كما في " مجمع الزوائد " 10/222، وقال الهيثمي: ((رواه الطبراني وفيه خداش بن المهاجر ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات)) .
(¬8) في " ذم الدنيا " (6) .

الصفحة 884