كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 3)

" سنن أبي داود " (¬1) وابن ماجه (¬2) والترمذي (¬3) عن أبي ثعلبة الخشني أنَّه قيل له: كيف تقولُ في هذه الآية: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} (¬4) ، فقال: أما والله لقد سألتُ عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((بل ائتمِروا بالمعروف، وانتهُوا عن المنكرِ، حتى إذا رأيتَ شُحّاً مُطاعاً، وهوىً مُتَّبعاً، ودُنيا مُؤْثَرةً، وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيه، فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العوامِّ)) .
وفي " سنن أبي داود " (¬5) عن عبد الله بن عمرو، قال: بينما نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ ذكر الفتنة، فقال: ((إذا رأيتُمُ الناس مَرَجَتْ عهودُهم، وخفَّت أماناتُهم، وكانوا هكذا)) وشبك بين أصابعه، فقمتُ إليه، فقلت: كيف أفعلُ عندَ ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: ((الزم بيتَك، واملِكْ عليك
لسانك، وخُذْ بما تَعرِفْ، ودع ما تُنكرُ، وعليك بأمر خاصَّةِ نفسك، ودع عنك أمرَ العامَّة)) .
وكذلك رُوي عن طائفة من الصحابة في قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ
¬_________
(¬1) (4341) .
(¬2) (4014) .
(¬3) في " جامعه " (3058) ، وقال: ((حسن غريب)) على أنَّ في إسناد الحديث عمرو بن جارية، وهو مجهول الحال. ...
(¬4) المائدة: 105.
(¬5) (4342) و (4343) ، وهو حديث قويٌّ.

الصفحة 958