كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 3)

وفي " الصحيحين " (¬1) عن أنس، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لا تباغَضُوا، ولا تحاسَدوا، ولا تدابروا، وكونوا عِبادَ الله إخواناً)) .
ويُروى معناه من حديث أبي بكر الصديق مرفوعاً (¬2) وموقوفاً (¬3) .
فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحاسدوا)) يعني: لا يحسُدْ بعضُكم بعضاً، والحسدُ مركوزٌ في طباع البشر، وهو أنَّ الإنسان يكرهُ أن يفوقَهُ أحدٌ منْ جنسهِ في شيءٍ من الفضائل.
ثم ينقسم الناس بعدَ هذا إلى أقسام، فمنهم من يسعى في زوال نعمةِ المحسودِ بالبغي عليه بالقول والفعل، ثمَّ منهم من يسعى في نقلِ ذلك إلى نفسه، ومنهم من
يَسعى في إزالته عن المحسودِ فقط من غيرِ نقل إلى نفسه، وهو شرُّهما وأخبثهما، وهذا هو الحسدُ المذمومُ المنهيُّ عنه، وهو كان ذنبَ إبليس حيث حسدَ آدم - عليه السلام - لمَّا رآه قد فاق على
¬_________
(¬1) صحيح البخاري 8/23 (6065) و8/25 (6076) ، وصحيح مسلم 8/8 (2559)
(23) و8/9 (2559) (24) .
وأخرجه: الحميدي (1183) ، وأحمد 3/110 و209 و225 و277 و283، والترمذي
(1935) ، وأبو داود (4910) .
(¬2) أخرجه: الحميدي (7) .
(¬3) أخرجه: أحمد 1/3، والبخاري في " الأدب المفرد " (724) ، وابن ماجه (3849) ، وأبو يعلى (121) .

الصفحة 968