كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 3)

((إيَّاكم والحسد، فإنَّ الحسدَ يأكلُ الحسناتِ كما تأكلُ النَّارُ الحطب، أو قال: العُشبَ)) .
وخرَّج الحاكم (¬1) وغيرُه من حديث أبي هريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:
((سيُصيبُ أُمَّتي داءُ الأمم)) ، قالوا: يا نبيَّ الله، وما داءُ الأمم؟ قال: ((الأشرُ والبَطَرُ، والتَّكاثرُ والتَّنافسُ في الدُّنيا، والتَّباغُض، والتَّحاسدُ حتى يكونَ البغيُ ثمَّ الهرجُ)) .
وقسم آخر من الناسِ إذا حسدَ غيره، لم يعمل بمقتضى حسده، ولم يبغِ على المحسود بقولٍ ولا فعلٍ. وقد رُوي عن الحسن أنَّه لا يأثمُ بذلك (¬2) ، وروي مرفوعاً من وجوه ضعيفة، وهذا على نوعين:
أحدهما: أنْ لا يمكنه إزالةُ الحسدِ من نفسِه، فيكون مغلوباً على ذَلِكَ، فلا يأثمُ به.
والثاني: من يُحدِّثُ نفسَه بذلك اختياراً، ويُعيده ويُبديه في نفسه مُستروِحاً إلى تمنِّي زوالِ نعمة أخيه، فهذا شبيهٌ بالعزم المصمِّم على المعصية،
¬_________
(¬1) في " المستدرك " 4/168.
وأخرجه: الطبراني في " الأوسط " (9016) من طريق أبي هانئ، عن أبي سعيد الغفاري، عن أبي هريرة، وقال: ((لم يرو هذا الحديث عن أبي سعيد إلاّ أبو هانئ)) ، قلت: وهو في عداد المجهولين فالحديث ضعيف.
(¬2) انظر: تحفة الأحوذي 6/55.

الصفحة 970