كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 3)

وفي العقاب على ذلك اختلافٌ بين العلماء، وربما يُذكر في موضعٍ آخر إنْ شاء الله تعالى، لكن هذا يَبعُدُ أن يَسلَمَ من البغي على المحسود، ولو بالقول، فيأثم بذلك.
وقسم آخر إذا حسد لم يتمنَّ زوال نعمة المحسود، بل يسعى في اكتساب مثل فضائله، ويتمنَّى أنْ يكونَ مثله، فإن كانتِ الفضائلُ دنيويَّةً، فلا خيرَ في ذلك، كما قال الَّذينَ يُريدُونَ الحياةَ الدُّنيا: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} (¬1) ، وإنْ كانت فضائلَ دينيَّةً، فهو حسن، وقد تمنَّى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الشَّهادة في سبيل الله - عز وجل -. وفي " الصحيحين " (¬2) عنه - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لا حسدَ إلاَّ في اثنتين:
¬_________
(¬1) القصص: 79.
(¬2) صحيح البخاري 9/189 (7529) ، وصحيح مسلم 2/201 (815) (266) .

الصفحة 971