كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 3)

كلمته، وأنْ لا يُنسَبَ إلى الخطأ، وهذه دسيسةٌ تَقْدَحُ في قصد الانتصار للحقِّ، فافهم هذا، فإنَّه فَهْمٌ عظيم، والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراطٍ مستقيم.
وقوله: ((ولا تدابروا)) قال أبو عبيد: التَّدابر: المصارمة والهجران، مأخوذ من أن يُولِّي الرَّجلُ صاحبَهُ دُبُرَه (¬1) ، ويُعرِض عنه بوجهه، وهو التَّقاطع.
وخرَّج مسلم (¬2) من حديث أنسٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لا تحاسدُوا، ولا تَبَاغَضُوا، ولا تَقَاطعُوا، وكونوا عِبادَ الله إخواناً كما أمركُم الله)) . وخرَّجه (¬3) أيضاً بمعناه من حديث أبي هريرة عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
وفي " الصحيحين " (¬4) عن أبي أيوب، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لا يَحِلُّ لمسلمٍ أنْ يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ، يلتقيان، فيصدُّ هذا، ويصدُّ هذا، وخيرُهما الَّذي يَبدأ بالسَّلام)) .
وخرَّج أبو داود (¬5) من حديث أبي خراش السُّلميِّ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال
: ((مَنْ هَجر أخاه سنةً، فهو كسفكِ دمه)) .
وكلُّ هذا في التَّقاطع للأمورِ الدُّنيويَّة،
¬_________
(¬1) انظر: لسان العرب (دبر) .
(¬2) سبق تخريجه.
(¬3) سبق تخريجه.
(¬4) صحيح البخاري 8/26 (6077) و8/65 (6237) ، وصحيح مسلم 8/9 (2560)
(25) .
(¬5) في " سننه " (4915) ، وقد أخرجه: ابن سعد في " الطبقات " 7/500، أحمد في
" المسند " 4/220، والبخاري في " الأدب المفرد " (404) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (6631) ، وهو حديث صحيح.

الصفحة 980