كتاب جامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل (اسم الجزء: 3)

وغمص النَّاس: الطَّعنُ عليهم وازدراؤهم (¬1) ، وقال الله - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنّ} (¬2) ، فالمتكبر ينظرُ إلى نفسه بعين الكمال، وإلى غيره بعين النَّقصِ، فيحتقرهم ويزدريهم، ولا يراهم أهلاً لأنْ يقومَ بحقُوقهم، ولا أن يقبلَ مِنْ أحد منهم الحقَّ إذا أورده عليه.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((التَّقوى هاهنا)) يشير إلى صدره ثلاثَ مرَّاتٍ: فيه إشارةٌ إلى أنَّ كرم الخَلْق عند الله بالتَّقوى، فربَّ من يحقِرُه الناس لضعفه، وقلَّةِ حظِّه من الدُّنيا، وهو أعظمُ قدراً عند الله تعالى ممَّن له قدرٌ في الدُّنيا، فإنَّ الناسَ إنّما يتفاوتُون بحسب التَّقوى، كما قال الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} (¬3) ، وسئل النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ أكرمُ الناسِ؟ قال: ((أتقاهُم لله - عز وجل -)) (¬4) .
¬_________
(¬1) انظر: لسان العرب (غمص) .
(¬2) الحجرات: 11.
(¬3) الحجرات: 13.
(¬4) أخرجه: ابن أبي شيبة (31919) ، وأحمد 2/431، والدارمي (229) ، والبخاري 4/170 (3353) و4/216 (3490) ، ومسلم 7/103 (2378) ، والنسائي في

" الكبرى " (11249) وفي " التفسير "، له (269) عن أبي هريرة.

الصفحة 990