كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

الحاجة ويُصيب من الوضوء، وبقي رجال من المهاجرين ليس لهم أهل بالمدينة، فأُتي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بقدح أرْوَحَ فيه ماء، فوضع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كفَّه في الإناء، فما وَسعَ الأناءُ كفَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كلّها، فقال بهؤلاء الأربع (١) في الإناء ثم قال: "اُدنوا فتوضّأُوا" ويدُه في الإناء، فتوضّأوا حتى ما بقي أحدٌ إلا توضّأ. قال: قلتُ: يا أبا حمزة، كم تُراهم؟ قال: بين السبعين والثّمانين (٢).
(٢٢٥) الحديث الثاني بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد عن ثابت عن أنس:
أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه، أين أبي؟ قال: "في النّار" فلمَّا قفّى دعاه فقال: "إنّ أبي وأباكَ في النّار".
انفرد بإخراجه مسلم (٣).
ومعنى قفّى: ولّى.
(٢٢٦) الحديث الثالث بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا مَرحوم قال: سمعتُ ثابتًا يقول:
كنت مع أنسٍ جالسًا وعنده ابنةً له، فقال أنس: جاءت امرأةٌ إلى النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: يا نبيّ اللَّه، هل لك فيّ حاجةٌ؟ فقالت ابنتُه: ما كان أقلَّ حياءَها! فقال: هي خيرٌ منك، رَغِبت في رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فعَرَضَتْ عليه نَفْسَها.
انفرد بإخراجه البخاري (٤).
(٢٢٧) الحديث الرابع بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد العزيز بن المختار قال: حدّثنا ثابت قال: حدّثنا أنس بن مالك قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ رآني في المنام فقد رآني؛ فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي. ورؤيا
---------------
(١) أي وضع أصابعه الأربعة فيه.
(٢) المسند ١٩/ ٤٠٤ (١٢٤١٢). وإسناده صحيح على شرط مسلم، ورجاله ثقات. وصحّحه ابن حبّان ١٤/ ٤٨١ (٦٥٤٣).
(٣) المسند ١٩/ ٢٢٨ (١٢١٩٢)، ومسلم ١/ ١٩١ (٢٠٣).
(٤) المسند ٢١/ ٣٣٣ (١٣٨٣٥)، والبخاريّ ٩/ ١٧٤ (٥١٢٠) من طريق مرحوم.

الصفحة 123