كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

تَبِعها حتى يُصَلّى عليها فله قيراط. والذي نفسُ محمّد بيده، لهو أثقلُ في ميزانه من أُحُد" (١).
(٢٢) الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر وحجّاج (٢) قالا: حدّثنا شُعبة عن عاصم بن بَهدلة عن زِرّ بن حُبيش عن أُبيّ بن كعب قال:
إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لي: "إنّ اللَّه تبارك وتعالى أمرَني أن أقرأَ عليك القرآن" فقرأ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. .} [البيّنة: ١] قال: فقرأ فيها: (ولو أنّ ابن آدمَ سألَ واديًا من مال فأُعْطِيَه لسأل ثانيًا، ولو سأل ثانيًا، فأُعطِيَه لسألَ ثالثًا، ولا يملأُ جوفَ ابن آدمَ إلَّا التّرابُ، ويتوبُ اللَّهُ على من تاب. وإن ذات الدّين عند اللَّه الحنيفيةُ، غيرُ المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانيّة. ومن يفعل خيرًا فلن يُكْفَرَه) (٣).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد عن أبي معاوية عن أبي إسحق الشيبانيّ عن يزيد بن الأصمّ عن ابن عبّاس قال:
جاء رجلٌ إلى عمَر يسألُه، فجعل عمرُ ينظرُ إلى رأسه مرّةً وإلى رجليه أُخرى، هل يرى عليه من البُؤسى شيئًا، ثم قال له عمر: كم مالُك؟ قال: أربعون من الإبل. فقال ابن عبّاس: فقلت: صدقَ اللَّه ورسوله: (لو كان لابن آدمَ واديان من ذهب لابتغى الثّالث، ولا يملأ جوفَ ابنِ آدمَ إلَّا التُّراب، ويتوبُ اللَّهُ على من تاب). فقال عمر: ما هذا؟ فقلْتُ: هكذا أقرأَنيها أُبيّ. فقال: فمُرْ بنا إليه. قال: فجاءا إلى أُبيّ، فقال: ما يقول هذا؟ قال
---------------
(١) المسند ٥/ ١٣١، والحديث في ابن ماجة ١/ ٤٩٢ (١٥٤١) , وعن الزوّائد: في إسناده حجّاج بن أرطاة، وهو مدلّس، فالإسناد ضعيف. وقد وصف العلماء ابن أرطاة بالحفظ والصدق, ولكنه يخطئ ويدلّس. الجرح ٣/ ١٥٤، وتهذيب الكمال ٢/ ٥٧، والتقريب ١/ ١٠٦، وقد جعل الشيخ الألباني الحديث في صحيح ابن ماجة. وللحديث شواهد كثيرة صحيحة. ينظر المجمع ٣/ ٣٢، ٣٣.
(٢) وهو حجّاج بن محمّد، من شيوخ الإِمام أحمد، ومن رجال الشيخين.
(٣) المسند ٥/ ١٣١. وهو في المستدرك من طريق شُعبة ٢/ ٢٢٤، ٥٣١ وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: صحيح. وهو في سنن الترمذي ٥/ ٦٢٤ (٣٧٩٣) من طريق شُعبة. قال: حديث حسن صحيح، وقد روي من غير هذا الوجه. وصحّحه الألباني. والحديث في المختارة ٣/ ٣٦٨ - ٣٧٠ (١١٦٢، ١١٦٣).

الصفحة 23