كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن مَطعمَ ابنِ آدمَ جُعِلَ مَثَلًا للدُّنيا وإن قَزَحَه ومَلَحَه، فانظُرْ إلى ما يصير" (١).
قزَحه من القِزْح: وهو التّابل. يقال: قَزَّحْت القِدرَ (٢).
ومن أمثال العرب: "قزّح المجلسَ يَلْطَع" أي طيّبه بالملح تحرِص عليه.
(٣٢) الحديث الثّاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن عبد اللَّه بن محمّد بن عَقيل عن الطُّفيل بن أُبيّ بن كعب عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "جاءت الرّاجفة، تَتْبَعُها الرّادفة. جاء الموتُ بما فيه".
فقال رجل: با رسول اللَّه، أرأيتَ إن جَعَلتُ صلاتي كلَّها عليكَ. قال: "إذًا يكفيكَ اللَّه تبارك وتعالى ما أهمّك من دُنياك وآخرتك" (٣).
(٣٣) الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا زُهير بن محمّد عن عبد اللَّه بن محمّد بن عَقيل عن الطُّفيل بن أُبيّ بن كعب عن أبيه عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مَثَلي في النبيّين كمَثَلِ رجلٍ بنى دارًا فأحسَنها وأكملَها وترك فيها موضع لَبِنَةٍ لم يضعْها، فجعل الناسُ يطوفون بالبُنيان ويعجبون منه ويقولون: لو تمّ موضع هذه اللّبِنة! فأنا في النبيّين موضع تلك اللَّبِنة" (٤).
(٣٤) الحديث الرابع والثلاثون: وبالإسناد عن أُبيّ:
---------------
(١) المسند ٥/ ١٣٦، والمعجم الكبير ١/ ١٦٦ (٥٣١)، وصحّحه ابن حبّان - الموارد ٦١٦ (١٤٨٩)، وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٢٩١: رواه أحمد والطبرانيّ، ورجالهما رجال الصحيح غير عُتيّ، وهو ثقة. وينظر الإحسان ٢/ ٤٧٦ (٧٠٢)، والمختارة ٤/ ١٤ , ١٥ (١٢٤٥، ١٢٤٦) وإتحاف الخيرة ١/ ٣٥ (٩٥٦١).
(٢) ينظر النهاية ٤/ ٥٨. وقزح وملح، بالتخفيف والتشديد.
(٣) وهما حديثان في المسند ٥/ ١٣٦ بسند واحد. وهو في الترمذي ٤/ ٥٤٩ (٢٤٥٧). وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني، والحاكم والذهبي ٢/ ٤٢١، ٥١٣. وهو في المختارة ٣/ ٣٨٨ - ٣٩١ (١١٨٤ - ١١٨٨).
(٤) المسند ٥/ ١٣٦، ١٣٧، وحسنه الترمذي ٥/ ٥٤٧ (٣٦١٣). وصحّحه الألباني. وهو في المختارة ٣/ ٣٩١ - ٣٩٣ (١١٨٩ - ١١٩١). وشهد للحديث ما في البخاريّ ومسلم عن جابر وأبي سعيد وأبي هريرة. ينظر الجمع ٢/ ٣٥٩، ٤٦٤ (٥٨١٠، ١٨٠١)، ٣/ ١٥٢ (٢٣٧٥).

الصفحة 28