كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

قَصْر ولا هَصْر، فقال أحدهما لصاحبه: افْلِقْ صدرَه، فهوى أحدُهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له: أخرج الغِلّ والحَسَد، فأخرج شيئًا كهيئة العَلَقة، ثم نبَذها فطرحها، فقال له: أدْخِلِ الرأفةَ والرّحمة، فإذا مثل الذي أخرج يثبه الفضّة، ثم هزّ إبهامٍ رجلي اليُمنى، فقال: اُغْدُ واسْلَم، فرجعْتُ بها، أغدو بها رِقّةً على الصغير، ورحمةً للكبير" (١).
قوله: بلا قصر ولا هصر: أي برفق، لا بجذب ولا عنف.
ومعنى: فهوى إلى صدري: أي مال إليه.
(٣٨) الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني شُجاع بن مَخْلَد وأبو خثيمةَ زهير بن حرب قالا: حدّثنا عبد اللَّه بن حُمران الحُمراني قال: حدّثنا عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرني أبي جعفرُ بن عبد اللَّه عن سليمان بن يسار عن عبد اللَّه ابن الحارث بن نوفل عن أبيّ بن كعب قال:
سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "يوشِكُ الفراتُ أن يَحْسرَ عن جبل من ذهب، فإذا سمع به النّاسُ ساروا إليه، فيقول من عنده: واللَّه لئن تركْنا النّاس يأخذون منه ليُذْهَبَنَ به، فيَقتتل النّاسُ حتى يُقتلَ من كلّ مائة تسعة وتسعون".
انفرد بإخراجه مسلم (٢).
(٣٩) الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا شُعبة عن أبي جَمْرَة قال: سمعت إياس بن قتادة يحدَث عن قيس بن عبّاد قال:
أتيتُ المدينة لِلُقِيّ أصحاب محمّد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولم يكن فيهم رجلٌ ألقاه أحبَّ إليّ من
---------------
(١) المسند ٥/ ١٣٩. وأخرج أوّله الحاكم والذهبي ٣/ ٥١٠ دون تعليق، وابن حبّان في صحيحه ١٦/ ١٠٩ (٧١٥٥) لبيان كثرة سماع أبي هريرة، كلّهم من طريق معاذ. ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيب ٥/ ٤٦٩ - في ترجمة معاذ، عن ابن المديني في "العلل" بعد أن ذكر الحديث عن مالك بن محمّد ابن معاذ بن محمّد بن أبي عن أبيه عن جدّه، قال: حديث مدنيّ، وإسناده مجهول كلّه، ولا نعرف محمّدًا ولا أباه ولا جدِّه. وقال الهيثميّ في المجمع ٨/ ٢٢٥: رواه عبد اللَّه، ورجاله ثقات، وثّقهم ابن حبّان. وقد ضعّف محقّق ابن حبّان إسناد الحديث.
(٢) المسند ٥/ ١٣٩، وهو في مسلم ٤/ ٢٢٢٠ (٢٨٩٥) من طريق عبد الحميد بن جعفر. ومن قبل عبد الحميد من رجال الصحيح.

الصفحة 31