كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

قَبِلْناه منك وآجَرَك اللَّهُ فيه". قال: فها هي ذه يا رسول اللَّه قد جئتك بها فخُذها. قال: فأَمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بقبضها، ودعا له في ماله بالبركة (١).
الفتيّة: الحديثة السنّ.
(٤٣) الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن الجارود بن أبي سَبرة عن أُبيّ بن كعب أن رسول اللَّه صلّى بالنّاس فترك آيةً، فقال: "أيُّكم أخذَ عليَّ شيئًا من قراءتي؟ " فقال أُبيّ: أنا يا رسول اللَّه، تركْتَ آية كذا وكذا. فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قد عَلِمْتُ إن كان أحدٌ أخذها عليَّ فإنك أنت هو" (٢).
(٤٤) الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عُيينةَ عن إسماعيل بن أمية عمّن حدّثه عن أمّ ولد أُبيّ بن كعب عن أبيّ بن كعب:
أنه دخل رجلٌ على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "متى عهدُك بأم مِلْدَم؟ " وهو حَرٌّ بين الجلد واللحم. فقال: إنّ ذلك لوَجَعٌ ما أصابَني قطّ. قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَثَلُ المُؤْمنِ مَثَلُ الخامة، تحمرّ مرّة وتصفرّ أُخرى" (٣).
الخامة من الزّرع: الغضّة الرطبة من النّبات.
(٤٥) الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا يونس عن الحسن:
أن عمر أراد أن ينهى عن متعة الحجّ، فقال له أُبيّ: ليس ذلك لك، قد تمتّعْنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يَنْهَنا عن ذلك. فأضربَ عن ذلك عمر.
---------------
(١) المسند ٥/ ١٤٢. وأبو داود ٢/ ١٠٤ (١٥٨٣)؛ وصححه ابن خزيمة ٤/ ٢٤ (٢٢٧٧)، وابن حبان - الموارد ٢٠٤ (٧٩٦)، والحاكم والذهبي ١/ ٣٩٩، واختاره الضياء ٤/ ٢٤ - ٢٨ (١٢٥٤ - ١٢٥٦) وقال الشيخ ناصر في صحيح أبي داود: حسن.
(٢) المسند ٥/ ١٤٢، ومسند عبد بن حميد ٩١ (١٧٤) من طريق حماد، والمختارة ٣/ ٣٤٠ - ٣٤٢ (١١٣٤ - ١١٣٧). قال ابن كثير في جامع المسانيد ١/ ٥٤: تفرّد به. وقال الهيثمي في المجمع ٢/ ٧٢: رواه أحمد ورجاله ثقات. وكذلك قال البوصيري في الإتحاف ٢/ ٢١٨.
والجارود بن أبي سبرة صالح الحديث كما قال ابن أبي حاتم - الجرح ٢/ ٥٢٥، ولكن اختُلف في سماعه من أُبيّ، ونقل أن حديثه عنه مرسل. وينظر تهذيب التهذيب ٢/ ٥٣.
(٣) المسند ٥/ ١٤٢. وفي إسناده مجهولان. قال الهيثمي في المجمع ٢/ ٢٩٦: رواه أحمد، وفيه من لم يُسَمّ.

الصفحة 34